Hussein bin Mansur Hallaj: Syahid Tasawuf Islam
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genre-genre
والحلاج شخصية غنية خصبة ملهمة، شخصية تفتح أبوابا للتفكير، ومسرحا للخيال، ومجالا للعاطفة، شخصية تعددت جوانبها، واتسعت آفاقها، واحتشدت فيها جميع الانفعالات النفسية والوجدانية، والإلهامات الروحية والقلبية، والرياضات العقلية والجسدية.
كما تمثلت في وقائعها كافة العناصر التي تصنع بطولات التاريخ ومعجزاته، بكل ما في البطولة من عزة وسموق وعظمة واستشهاد ونضال وفداء وقوة.
وفي إطار هذه الشخصية الشامخة، نعاصر حقبة حاسمة في التاريخ الإسلامي، الفكري والحضاري، فنرى الصراع المشبوب الأوار، بين المعتزلة والحنابلة، والشيعة والقرامطة، والفقهاء والصوفية.
ونشهد حياة القصور العالية، وما فيها من إسراف وترف، وشهوات وغوايات ومؤامرات، وكيف تتشابك العواطف بالأحداث، لتجعل من خلفاء العباسيين الذين دانت لهم الأرض، ألعوبة في أيدي العبيد والنساء، وأشباه العبيد والنساء.
ونرى العالم الإسلامي، وهو يتمزق بعد وحدة، وتنتابه انتفاضات فكرية وثورية، واقتصادية وثقافية.
ونطالع الحياة الروحية، في أزهى عصورها، وأنبل صورها، عصر النجوم المتلألئة، عصر المدارس الصوفية الكبرى، التي دفعت بمناهجها في المعرفة والسلوك، إلى ساحات الفكر الإسلامي، وأطلقت في جو عاصفة الجدل والحوار، والخصومات المذهبية الجامحة، أطلقت كلمات جذابة حلوة، لها إغراء ورنين وبريق، كلمات الحب، والوجد، والشوق، والأنس في الحضرة الربانية، والساحة القدسية.
وما تلهم هذه الكلمات النورانية، من أدب النفس، وسمو الحس، وطهارة القلب، ونبل الخلق، وتصعيد الأعمال كافة إلى الله سبحانه، وإفاضة المعنى الروحي على كل شيء في الوجود، وما يترقرق حول هذه المعاني، من أشواق ورياضات، وأذواق وإلهامات.
وفي قلب هذا الخضم، بانفعالاته المتوترة الحية، وبأفكاره المتدفقة المحلقة، وبأحداثه الثائرة المضطربة، وبترفه وشهواته الجامحة، برزت شخصية الحلاج لتحدث في الدنيا دويا، وتحدث في الجماهير سحرا، وتلقي على كل شيء مسته حياة وحرارة وانفعالا.
كان الحلاج عبقرية من تلك العبقريات الاستهوائية، التي يعرفها التاريخ في لحظاته الحاسمة.
وبلغ من عظمة هذه الشخصية؛ أنها غدت النبأ العظيم في آفاق التصوف والمعرفة، كما كانت النبأ العظيم في آفاق الإصلاح والثورة.
Halaman tidak diketahui