Hussein bin Mansur Hallaj: Syahid Tasawuf Islam
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genre-genre
الحلاج وأعلام التصوف في عصره
ومن صلة الحلاج بالله، تكونت فلسفته الذوقية والإيمانية، التي عرفت في التاريخ بالحلاجية، تلك الفلسفة التي طبعت التصوف في عصره الذهبي - عصر الحلاج - بطابعها، والتي غدت كما يقول نيكلسون الراية التي تأتم بها العصور التي تعاقبت من بعده، والتي جعلت رجال الفكر الأوروبي، يطلقون على الحلاج لقب «المفتي» في الأمور الصوفية، كما يقول العلامة ليبنتر.
ومن صلة الحلاج بالله، انبثقت شخصية الحلاج، تلك الشخصية التي تلاقت فيها، العملاقية الجبارة الرهيبة، بالروحانية المشعة الحبيبة.
تلك الشخصية التي تشكلت وخطت في التصوف الإسلامي أروع آياته، وأخلد مواقفه.
وشخصية الحلاج عندي من ألغاز التاريخ، ومن مواقف العقول.
فهي شخصية في ملامحها العقلية والإيمانية عمق يندفع جبارا إلى أغوار، ليس من السهل على الباحث أن يلاحقها في اندفاعها، وأن يتابعها في مسالكها.
وفي آفاقها الذوقية والخلقية، انفساح وشمول، تقصر أجنحة الدارسين عن الدنو منها، والإمساك بآثارها.
إن الحلاج يفهمه القلب، أكثر مما يحيط به العقل، ويدركه الحس، ويدنو منه الوجدان، أكثر مما يحلله الفكر والبيان.
إنه في حاجة إلى أن نرتفع بأذواقنا ومواجيدنا، وأن نتلمس بأرواحنا وأشواقنا، الطريق الذي نطل من نوافذه على أسرار ذلك الروح الكبير، الذي حاول في عظمة شاهقة، أن يكون صورة الولي الكامل المعبر عن الله.
والذي حاول في بطولة خارقة، أن يكون الشهيد الذي يكتب بدمه آية الفداء لحبه وعقيدته.
Halaman tidak diketahui