Demikianlah Zarathustra Berbicara
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genre-genre
وما أنا بالمرتضي بمثل هذه السماء، سماء الدخلاء أطبقت شباكها عليهم، تبا لها، وسحقا لمثل هذا الإله الذي يتقدم متراجعا ليبارك اثنين لم يجمع هو بينهما.
لا يضحكنكم هذا الزواج، فكم من طفل من حقه أن يبكي على أبويه!
رأيت رجلا وقورا فحسبته بالغا من النضوج ما يدرك به معنى الأرض، ولكنني رأيت امرأته بعد ذلك فلاحت لي الأرض كأنها مأوى المجانين، أود لو تميد الأرض بي عندما أرى رجلا فاضلا يتخذ له زوجة حمقاء.
من الناس من يتجرد كالأبطال سعيا وراء الحقائق، فلا يلبث حتى يصطاد رباطا مزيفا يدعوه زواجا. ومنهم من اشتهر بحذره في علاقاته وبصرامته في اختياره، فإذا هو بين ليلة وضحاها قد أفسد حياته ووقف يدعو هذا الإفساد زواجا. ومنهم أيضا من كان يفتش عن خادمة لها فضائل الملائكة، فإذا هو ينقلب فجأة خادما لامرأة وقد حق عليه أن يتصف هو بالفضائل الملائكية.
فتشت في كل مكان فما رأيت إلا مشترين يقلبون السلع وعيونهم تتدفق مكرا، ولكن أمكر هؤلاء الناس لا يتوصل في آخر الأمر إلا إلى ابتياع هرة يدسها في جلبابه.
إن ما تدعونه عشقا إنما هو جنون يتتالى نوبة بعد نوبة حتى يجيء زواجكم خاتما هذه الحماقات بالحماقة المستقرة الكبرى. ويا ليت حب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل كانا إشفاقا يتبادله إلهان يتألمان، ولكن هذا الحب لا يتجلى في الغالب إلا تفاهما بين إحساس حيوانين. وما خير الحب لو تعلمون إلا تحول واضطرام في ألم وخشوع، إن هو إلا المشعل ينير أمامكم مسالك الاعتلاء، وسيأتي يوم يتجه فيه حبكم إلى مقر أبعد وأرفع من مستقر ذاتكم، لقد بدأتم بتعلم الحب؛ لذلك ترتشفون الآن المرارة الطافية كالحبب على كأسه.
إن في كأس كل حب إطلاقا، وحتى في كأس أرقى حب مرارة لا بد لكم من تجرعها، وهذه المرارة هي التي تنبه فيكم الشوق إلى الإنسان المتفوق وتلهب فيكم الظمأ إليه، أيها المبدعون، إذا كان هذا الظمأ هو الذي يدفع بك إلى طلب الزواج يا أخي، وإذا كنت تشعر بشوقك يندفع كالسهم نحو الإنسان المتفوق، فإنني أقدس إرادتك وأقدس زواجك.
هكذا تكلم زارا ...
تخير الموت
كثير من يتأخرون في موتهم، وكثير من يبكرون، فإذا قال قائل للناس بالموت في الزمن المناسب؛ رفعوا عقيرتهم مستغربين، وزارا يعلم الناس أن يموتوا في الزمن المناسب، ولكن أنى لمن يعرف الحياة أن يتخير الموت في أوانه؟
Halaman tidak diketahui