Demikianlah Zarathustra Berbicara
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genre-genre
يقول المجنون في نفسه: «إن مخالطة الناس تفسد الأخلاق، بل هي تفسد بخاصة من لا خلاق لهم.»
إن منكم من يهرع إلى جاره ليفتش عن نفسه، ومنكم من يذهب إليه لينساها. إنكم تسيئون محبة أنفسكم؛ لذلك يصبح انفرادكم بمثابة سجن لكم.
إن الغائبين يؤدون ثمن حبكم للقريب؛ لأن خمسة يجتمعون منكم يقضون دائما على السادس الغائب.
إنني لا أحب أعيادكم؛ إذ رأيتها مليئة بالممثلين، ورأيت النظارة أبرع منهم تمثيلا.
لا أدعوكم إلى محبة القريب، بل أدعوكم إلى محبة الصديق، فليكن الصديق لكم مظهر حبور الأرض، فتحسون بما ينبئكم بالإنسان المتفوق.
أوصيكم بالصديق يطفح قلبه إخلاصا، غير أن من يطمح إلى الظفر بمثل هذا القلب يجب عليه أن يكون كالإسفنجة قادرا على تشرب السائل المتدفق. أوصيكم بالصديق الذي يحمل عالما في نفسه، فهو الصديق المبدع الذي يسعه أن يقدم لكم هذا العالم في كل حين، فيعرض عليكم ما مر به من عبر الحياة، فتشهدون كيف يتحول الشر إلى خير، وكيف تنتهي الصدف بكم إلى غاياتكم.
ليكن المستقبل والمقاصد البعيدة ما تصبو إليه في يومك، فتحب في صديقك الإنسان المتفوق، وتضعه نصب عينيك كغاية لوجودك.
لا أشير عليكم بمحبة القريب، أيها الإخوة، بل بمحبة الآتي البعيد.
هكذا تكلم زارا ...
طرق المبدع
Halaman tidak diketahui