Demikianlah Zarathustra Berbicara
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genre-genre
فأجاب زارا: أنا لا أتصدق؛ إذ لم أبلغ من الفقر ما يجيز لي أن أكون من المتصدقين.
فضحك القديس مستهزئا وقال: حاول جهدك إذن إقناعهم بقبول كنوزك، إنهم يحاذرون المنعزلين عن العالم، ولا يصدقون بأننا نأتيهم بالهبات، إن لخطوات الناسك في الشارع وقعا مستغربا في آذان الناس، إنهم ليجفلون على مراقدهم؛ إذ يسمعونها فيتساءلون: إلى أين يزحف هذا اللص؟
لا تقترب من هؤلاء الناس. لا تبارح مقامك في الغاب، فالأجدر بك أن تعود إلى مراتع الحيوان، أفلا يرضيك أن تكون مثلي دبا بين الدببة وطيرا بين الأطيار؟
فسأل زارا: وما هو عمل القديس في هذا الغاب؟
فأجاب القديس: إنني أنظم الأناشيد لأترنم بها، فأراني حمدت الله؛ إذ أسر نجواي فيها بين الضحك والبكاء؛ لأنني بالإنشاد والبكاء والضحك والمناجاة أسبح الله ربي، ومع هذا، فما هي الهدية التي تحملها إلينا؟
فانحنى زارا مسلما وقال للقديس: أي شيء أعطيك؟ دعني أذهب عنك مسرعا كيلا آخذ منك شيئا.
وهكذا افترقا وهما يضحكان كأنهما طفلان.
وعندما انفرد زارا قال في نفسه: إنه لأمر جد مستغرب، ألما يسمع هذا الشيخ في غابه أن الإله قد مات.
1
3
Halaman tidak diketahui