267

Demikianlah Zarathustra Berbicara

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genre-genre

7

إنني لن أرضى بتوقف الصاعقة عن إنزال الأذى، ولا أريد أن تتحول عن مسلكها حين تنقض، بل أريد أن تسدد مرماها وتخدم مقاصدي.

لقد تجمعت حكمتي طويلا، وتكاثفت غمامة يتزايد اربدادها وسكونها ذلك شأن الحكمة التي قدر لها أن تقذف بالصاعقة يوما من الأيام.

أنا لا أريد أن أكون نورا لأبناء هذا الزمان، ولا أن أدعى نورا ما بينهم؛ لأنني أريد إيراثهم العمى، فلتنزل على أعينهم صاعقة حكمتي.

8

لا تطلبوا شيئا يفوت قواكم إدراكه، فمن طلب ما لا طاقة له به فقد كذب نفسه؛ لأنه إذ يطلب العظائم وهو مزور ومقلد تنفر منه العظائم حتى يرى ذاته زائغ البصر جمادا مطليا في فمه كلمات كبرى وبين يديه قرقعة لا جدوى لها.

كونوا على حذر من طلاب العظائم أيها الرجال الراقون، فالقناعة خير الكنوز.

أفليست العامة من يسود هذا الزمان؟ وهي مع ذلك لا تميز بين العظيم والحقير والطريق السوي والمسلك الملتوي، فالعامة متقلبة كاذبة دون أن تشعر بجريمة كذبها.

9

تمنعوا بالحزم أيها الراقون، يا رجال الشجاعة وحرية الضمير فهذا الزمان زمان العامة، وما تعلمته العامة وقبلت به دون تعليل لا يسعكم هدمه بالبرهان في عقيدتهم.

Halaman tidak diketahui