Hafiz Najib
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Genre-genre
وإذا نظرنا إلى مسرحية «محور السياسة»، سنجدها تتحدث عن فترتين من فترات حياة حافظ نجيب، الأولى عندما كان مدرسا، والأخرى عندما أوهم البوليس بموته، حتى يتخلص من شخصيته الحقيقية، ويعيش بشخصية البارون، كي يتزوج من سيجريس، كما مر بنا. وعلى الرغم من عدم الربط بين الفترتين، إلا أن حافظ نجيب جمعهما في عمل مسرحي واحد! فجعل الفترة الأولى مقدمة للمسرحية، والفترة الثانية فصول المسرحية بكاملها!
وإذا أردنا أن نتحدث عن الفترة الأولى، وهي عمل حافظ نجيب في مجال التدريس، سنجده - كما جاء في الاعترافات، وبعد خروجه من السجن - عمل مدرسا للرياضة في المدرسة التحضيرية بدرب الجماميز، ثم مدرسا في المدرسة الإسرائيلية .
17
وعن الأخيرة يقول حافظ في اعترافاته: «جادت علي الظروف الحسنة بدروس في بيوت عائلات إسرائيلية غنية زادت علي دخلي الأول ستة جنيهات.»
18
وعن هذه الدروس الخصوصية، كتب حافظ مقدمة المسرحية، والتي تحكي عن قيامه بإعطاء الدروس الخصوصية لإحسان، التي تقع في حبه، ولكنها تكتشف علاقاته النسائية، وأنه يوقع بالحسناوات من أجل إشباع شهواته؛ لذلك تصمم إحسان على علاج حافظ من نزواته، بأن تجعله يحبها لشخصها، لا لجسدها. وهذه الأحداث صاغها حافظ مرة أخرى على شكل قصة قصيرة، نشرها مرتين في مجلتي «العالمين» و«الحاوي» عامي 1924 و1925، بعنوان «لحد الفضيلة»، كما مر بنا.
وإذا كانت مسرحية «الحب والحيلة» جاءت ضعيفة بعض الشيء، عندما صاغها حافظ في الأسلوب المسرحي، بعد أن كانت قوية في أسلوبها الروائي، فإننا نجده يعكس الأمر - بعد أن تمرس في الكتابة المسرحية - حيث كانت مسرحية «محور السياسة» أفضل وأقوى من حيث البناء والحوار، من قصته «لحد الفضيلة»!
والعيب الوحيد الذي يوجه إلى مسرحية «محور السياسة»، يتمثل في أحداث موت حافظ نجيب، ودفنه ثم عودته إلى الحياة، فقد تمت هذه الأحداث بصورة سريعة مسرحيا، وبصورة غير مقنعة، بالمقارنة بينهما وبين الأحداث نفسها كما جاءت في الاعترافات.
19
وكنا نتمنى أن نجد مسرحية «قوة الحيلة» أو قصة «موت حافظ نجيب» لزينب فوزي، حتى نقارن بينهما وبين مسرحية «محور السياسة»، فيما يتعلق بحادثة موت حافظ!
Halaman tidak diketahui