33
لتمض الأيام.
مهما يكن من أمر فقد أصبح صاحب أسرة ومالك قبر، وعرف من الطعام ألوانا جديدة غير المعهود من لحمة الرأس والكشري والفول والطعمية والعدس والبصارة، كما عرف للنقود وظيفة غير التحنيط في صندوق البريد.
ولكن ألا تمضي الأيام في رتابة ووخامة؟
وهل فقد الأمل بصفة نهائية؟!
وانبثقت من تيار الأيام موجة عالية وعاتية غير متوقعة بتاتا، غيرت المصائر والحظوظ، وأعادت خلق العالم من جديد. فقد أصبحت الوزارة ذات يوم على قرار بتعيين بهجت نور المدير العام وكيلا للوزارة فخلت وظيفة المدير العام لأول مرة منذ عهد مديد، وعاشت قلوب كثيرة في خفقان متواصل مقدار أسبوعين حتى صدر قرار بترقية عبد الله وجدي مدير الإدارة إلى وظيفة المدير العام فبات «صاحب سعادة» بالطول والعرض. وانبعث الخفقان في قلب كان قد استنام إلى الهمود زمنا غير قصير. فقال عثمان: إني المرشح الوحيد «رسميا» و«طبيعيا» فماذا تراهم يفعلون؟!
ومضت أسابيع فلم يقصر في حق نفسه. حادث المدير كما حادث وكيل الوزارة.
وسمع بعضهم يقول: إن وظيفة مدير الإدارة من الوظائف الحساسة.
فسأله عما يعني فأجاب: لا تراعى الشهادة والكفاءة وحدها عند الاختيار لها ولكن يضاف إليهما المكانة الاجتماعية ..
فصاح بغضب: ذلك كلام يصدق على الوكيل أو الوزير أما مدير الإدارة بل المدير العام فلا يحرم منها أبناء الشعب، بذلك جرى العرف منذ تنحى عنها الموظفون البريطانيون ..
Halaman tidak diketahui