إنه مضطرب بصورة واضحة، ويريد أن يتمخض عن شيء، أي شيء؟ - ما لك؟ .. أهو أمر يتعلق بالعمل؟
اقترب الشاب أكثر كأنما ليضمن عدم وصول صوته إلى الآخرين، وقال: يوجد شيء يا حضرة الريس. - ما هو يا ابني؟ - آسف، ولكن لا بد من الكلام. - عظيم .. إني مصغ إليك.
وسكت ليتأهب ثم قال: الأمر يتعلق بالآنسة أنسية رمضان.
فيما بعد قال لنفسه أنه لم يسمع الاسم أو أنه سمعه ولم يفقه له معنى. قال بذهول: هيه؟ - أنسية رمضان! - زميلتك؟ .. ماذا عنها؟
فقال بصوت لا يكاد يسمع: الحق أني أحبها ..
فقطب عثمان وقلبه يترنح. تساءل مستنكرا: وما شأني أنا بذلك؟ - أردت أن أخطبها .. - كلام معقول ولكن ما شأني أنا؟
فأطرق وهو يتمتم: ولكن سعادتك ..
ارتعدت مفاصله. رمقه مستطلعا في استسلام: ماذا عني؟ - سعادتك تعلم بكل شيء .. - أي شيء من فضلك؟ - الحق أنه لولاك لتقدمت لخطبتها ..
أيقن أنه هلك. لم يعد لشيء قيمة. ولا الحياة نفسها. تساءل: لولاي؟
فقال الشاب بوجوم: شاهدت كل شيء، هنا وفي الخارج!
Halaman tidak diketahui