فضحكت وقالت: اسمع، عندي شيء ثمين ..
رغم موقفه الحاسم جذبه الحديث بإغراءاته العذبة المجهولة. قال: دائما عندك شيء ثمين.
فقالت بأمل: حلوة .. أرملة .. متوسطة العمر .. ولكنها عاقلة، بنت المرحوم شيخ الحارة .. - هه! - لها بنت وحيدة في الرابعة عشرة! - إذن هما امرأتان لا امرأة واحدة .. - ستذهب البنت إلى بيت عمها .. لا تحمل هما من هذه الناحية .. - عظيم. - وهي صاحبة ملك! - حقا؟! - بيت في برجوان .. في حوشه شجرة توت ..
نظرت إليه ببصرها الضعيف لترى أثر كلامها، فتوهمت رضاه، وقالت: ستراها بنفسك ..
وبإرشاد من أم حسني رآها في السكة الجديدة. رآها ترتدي معطفا ولكن وضح له أن مشيتها المتثنية الوانية تربت وترعرعت في الملاءة اللف. مائلة للقصر وبدينة، ذات وجه ريان وشعر أسود. نادت فيه رغبة بدائية. مثل قدرية. قال إنها أنظف ربما ولكن متاعبها أكثر بما لا يقاس. وشعر برثاء نحو أم حسني التي تجهله كل الجهل رغم طول المعاشرة. من أين لها أن تفهم معنى مراجع بإدارة الميزانية ومترجم؟ مأساة الآدمية أنها تبدأ من الطين، وأن عليها أن تحتل مكانتها بعد ذلك بين النجوم.
وسألت أم حسني: ما رأيك؟
فأجاب باسما: سيدة ممتازة .. ما زلت أستاذة! - هل أكمل ما بدأت؟
فأجاب بهدوء: كلا. - ألم تقل إنها سيدة ممتازة؟ - ولكنها ليست بالزوجة الصالحة لي.
وأثبتت العجوز أنها أعند مما يتصور فجاءته يوما وهي تقول: من المصادفات السعيدة أن ست سنية جاءت تزورني ..
فتحركت الرغبة البدائية واستسلم لضعف طارئ فذكرته أم حسني بقولها قائلة: جاءت تزورني ..
Halaman tidak diketahui