Hadi Arwah
حادي الأرواح (دار الكتب العلمية)
Penerbit
مطبعة المدني
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
Tasawuf
أحمر ومرزعي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها عليها رجائل ألواحها من الدر والياقوت مفصصة باللؤلؤ والمرجان وصفافها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم إن ربكم ﵎ يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم وتحيونه ويحييكم ويكلمكم وتكلمونه ويزيدكم من سعته وفضله أنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم
فيتحول كل رجل منهم على راحلته ثم انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوق منه شيء شيئا ولا يقرب أذن الناقة أذن صاحبتها ولا تركب ناقة بركت صاحبتها ولا يمرون بشجر من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمرها ورحلت لهم بمن طريقهم كراهية أن ينثلم صفهم أو يفرق بين الرجل ورفيقه فلما دفعوا إلى الجبار ﵎ أسفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيمة فقالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام
فقال لهم ربهم ﵎ إني السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام مرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي وراعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين قالوا وعزتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم ﵎ إني قد وضعت عنكم مؤنة العباد وأرحت لكم أبدانكم فلطالما ما أتعبتم لي الأبدان وأعنيتم لي الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي فاسألوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة شأني فلا يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى إن المقتصر من أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله ﷿ إلى يوم أفناها فقال لهم ربهم ﷿ لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألحقت بكم
1 / 269