فليس لأحد أن ينظر إلى الرجال عامة والنساء عامة ثم يسأل أين هي نوازع الرجال الذين تعنونهم؟ وأين هي نوازع النساء اللاتي تعنونهن؟ فإن من يسأل هذا السؤال كمن يلتمس الماء في غير مورد، وأخلق بالباحث عن عوارض النفوس أن يبحث عنها في أطوار التعرض لها والإصابة بها كما يبحث عن عوارض الأبدان.
فهي تعرف حيث توجد، ولا تعرف حيث تنعدم أو تكمن في الانتظار، وكم من الرجال والنساء يقضون العمر ولا يعيشون، ويلبسون الحياة في ذيل ثوب الحياة!
أخلاق المرأة
الأخلاق ضوابط جسدية ونفسية تعم الأحياء جميعا ولا تخص نوع الإنسان .
ومن العسير أن نفصل بين الأخلاق الإنسانية والأخلاق الحيوانية بحجاز حاسم يقال عن هذا الشطر إنه إنساني لا حيوانية فيه، وعن ذلك الشطر إنه حيواني لا إنسانية فيه.
ولكن الفصل بينهما قد يتيسر على وجه التقريب بمقياس يصدق في معظم الأحوال، إن لم يصدق في جميع الأحوال.
فالخلق الإنساني هو الخلق الذي يعتمد على المبدأ والضمير ويتفاضل الأفراد فيه على حسب التفاضل بينهم في العقل والنبل والنشأة والعادة والتعليم.
والخلق الحيواني هو الخلق الذي يعتمد على الغريزة والوظائف الحيوية ويجري على وتيرة الحركة الآلية التي لا تحتمل التفاضل البعيد بين فرد وفرد وبين فصيلة وفصيلة.
ذاك فردي روحي.
وهذا نوعي جسدي على وجه التقريب بذلك القياس الذي قلنا إنه قد يصدق على معظم الأحوال وإن لم يصدق على جميع الأحوال.
Halaman tidak diketahui