اللحى وخشونتها وصوف الشعور وبرمها وغلظ الشفاه واستواء الصدور وطول الذرعان وقصر السيقان، ووجد بعض السياح شبها عظيما بين هذه القبائل وسكان أستراليا الأصليين.
ويسكن الكورومبا أكواخا كبيرة في سفح الطود، حيث يجتمع عدة أسر، ويخاف البداغا والتودا من الكورومبا المساكين ويزدرونهم في وقت واحد، وقد يغمى على نسوة البداغا والتودا ذعرا عندما يباغتهن أناس من الكورومبا، ويعد الكورومبا من السحرة؛ لما في جيرانهم من السذاجة وسرعة التصديق، فيوسعون ضربا أكثر من أن ينالوا نشبا.
16
ويزاول الكورومبا مهنا كثيرة قليلة الإنتاج كالعرافة والسحر والغناء مع الطواف، ويمدح أهل السهل الكورومبا أجراء، ويعرف الكورومبا شيئا من الفلاحة، ويثيرون الأرض بعصي مذربة.
17
وليس الكوتا بأرقى من الكورومبا كثيرا، ويعيشون مثلهم عيش بؤس، ويعرفون عدة مهن، وتتألف منهم طبقة العمال بين أهالي الجبل، ولا يغتني الكوتا بسبب اتضاع حرفهم، ويتضورون جوعا على الدوام، فلا يشبعون إلا في رأس كل سنة، فيخلطون ما استطاعوا جمعه من القوت فيلتهمون في ثمان وأربعين ساعة ما تحتمله معدهم منه.
ويجيء الإيرولا في أدنى تلك الدرجات، ويعيشون في آجام نل غيري، ويتصفون بجلودهم السود وأذرعهم الطويلة وسوقهم النحيلة وشعورهم الخشنة المنتفشة وظهورهم الحدبة، ويتنفسون من هواء منطقة ترائي الوخيم النحس الذي مرنوه
18
فأصبح ضروريا طيبا لديهم، فإذا ما غادروا ملاجئهم العفنة حينا وتنشقوا نسام
19
Halaman tidak diketahui