والزواج عند الناير قائم على مبدأ تعدد الأزواج من الذكور، ومن المحتمل ألا يكون بدء المظاهر التي تسبقه أقدم من الزمن الذي صارت السيادة فيه إلى البراهمة.
أجل، إن الزواج عند الناير قائم على مبدأ الاقتصار على زوجة واحدة، ولكن أمد هذا الزواج قصير فلا يزيد على بضعة أيام، فالخطيب يجعل في عنق الفتاة قلادة على ألا تنزعها منه، ويدوم زواجها به ما قبلت هذه القلادة وحافظت عليها، فإذا مضت أيام سرح مع جائزة فاسحا في المجال لأزواج آخرين كثيرين.
ولن تصبح الفتاة النايرية ملك القبيلة بأسرها كما هو أمر القبائل العريقة في الفطرة، بل ملك عدد من أفرادها، ولن يزيد عدد أزواج الفتاة عند الناير عن أحد عشر رجلا، والفتاة النايرية هي التي تختار أزواجها ليعملوا على دوام الأسرة، والفتاة النايرية، وهي تقيم مع إخوتها، تقبل أزواجها الكثيرين بالنوبة على أثر اقترانها بخطيبها الأول، والأزواج هؤلاء يغرزون خناجرهم في باب الزوجة؛ ليعلم حضورهم ، وليذكر ما لهم من حقوق المتعة ما ظلوا ذوي حظوة.
ومن الطبيعي ألا ينسب الأولاد الذين هم نتيجة تلك الاقترانات المؤقتة إلا إلى أمهاتهم، وأن يسموا بأسمائهن ما جهل آباؤهم على العموم.
فالمرأة النايرية هي ربة الأسرة الحقيقية، وتمارس سلطان هذه الأسرة بمعونة ابنتها البكر، ولا يعيش معها من الذكور إلا إخوتها وأولادها، فما يكنه الأولاد الذين تنشئهم أمهم وأخوالهم لأخوالهم هؤلاء من الحب يعدل الذي يكنه الأولاد لأبيهم في الأمم الأخرى، والأبناء إذ كانوا لا يتركون أخواتهم تقريبا، فإنهم يحملون لهن من الود ما لا يحملون لزوجاتهم ما كان زواجهم بهؤلاء لا يدوم أكثر من أيام.
ويسهل إدراك السر في تمثيل المرأة، التي تربي أولادها على ذلك الوجه فيرثونها، دورا أساسيا في الأسرة، وفي تلك الأسرة يلي الأولاد درجة الخال والإخوة الذين يعيشون معها منذ عهد الطفولة، ولا يكون للزوج غير شأن ضعيف ما قام عمله على السكن المؤقت مع الزوجة وصولا إلى دوام الأسرة، وليس للمرأة من هم سوى اختيار أقوى الرجال وأجملهم لنفسها، وللمرأة حق مطلق في الاقتران بمن يروقونها، على ألا يكونوا من طائفة أدنى من طائفتها حذر العار والفضيحة.
ومما لا مرية فيه أن يكون بين أولئك المولدين أناس من البراهمة؛ لما لهم من التقديس وقديم النفوذ، فالبراهمة هؤلاء ينتقلون من بيت إلى بيت حاملين بذورا من الدم الغالي ما يرتفع به مستوى العرق الذي يقترنون به.
وللرجال مثل حرية النساء عند الناير، فلنا أن نقول: إن الناير يمارسون نظام تعدد الزوجات ونظام تعدد الأزواج معا، وفقراؤهم، فقط، هم الذين يعملون بنظام تعدد الأزواج من الذكور، فترى كثيرا من الإخوة أو غيرهم يتفقون على التمتع بالمرأة الواحدة، وذلك إلى أن نظام تعدد الأزواج من الذكور شائع في عدة مناطق من الهند، لا سيما في مناطق أقصى الشمال القريبة من التبت وفي أقصى الجنوب حيث القبائل القريبة المجاورة لمدورا، وكان للملكة بكالي كت، في غابر الأزمان، عشرة أزواج مختارون من البراهمة خلا زوجها الملك.
ويظهر أن تعدد الأزواج من الذكور ذلك، وهو مما لا يلائم مبادئنا العصرية، عريق في القدم، فقد ورد في كتاب مهابهارتا أن الإخوة الخمسة المعروفين بباندوا تزوجوا دروبدي الحسناء «ذات العينين اللتين هما كالسدر».
وإذا مات أحد الناير ورثه أولاد أخته الكبرى، لا أولاده، وينتقل إرث الأمم من بنت إلى بنت، كما كان حال السلطة الملكية في تراون كور، والإخوة يستغلون أملاك الأم من غير أن يتملكوا منها شيئا.
Halaman tidak diketahui