============================================================
فلما قرعته بالحجة في ملأ من الحاضرين بهت لا يرى مايجيبني به.
اللهم إني استعديك على قريش فانهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هولي، ثم قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه (1) .
ومن كتاب له ات إلى معاوية جوابا وهو من محاسن الكتب أما بعد: فقد أتاني كتابك تذكر أصطفاء الله عز وجل محمدا وه لدينه، وتأييده من أيده من أصحابه، قلقد خبا لتا الدهر منك عجبا اذ طفقت تخبرنا ببلاء الله عندنا، ونعمته علينا في نبينا ره، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر، ال وداعي مسدده إلى النضال، وزعمت أن افضل الناس في الإسلام فلان وفلان، فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله، وأن نقص لم يلحقك ثلمه، وما أنت والفاضل والمفضول، والسائس والمسوس، وما للطلقاء وأيناء الطلقاء، والتمييز بين المهاجرين، وترتيب درجاتهم، وتعريف طبقاتهم؟ هيهات القد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها، الا تربع ايها الانسان على ظلعك، وتعرف قصور ذرعك، وتتأخر حيث أخرك القدر! فما عليك غلبة المغلوب، ولا لك ظفر الظافس، وإنك لذهاب في التيه، رواغ عن القصد، الا ترى غير مخبرلك، لكن بنعمة الله أحدث- أن قوما استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين، ولكل فضل، حتى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيد الشهداء، وخصه رسول الله * بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه، أولا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل، حتى إذا فعل بواحدنا كما فعل بواحدهم، قيل: الطيار في الجنة، وذو الجناحين، ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرىء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين، فدع (1) نهج البلاغة ص406، خطبة رقم 170.
(113)
Halaman 126