162

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Penyiasat

محمد غسان نصوح عزقول

Penerbit

دار المنهاج

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ

Lokasi Penerbit

جدة

الباب السّابع في بعض سيرته ﷺ، مما لاقاه من حين بعثه الله إلى أن هاجر إلى الله تعالى [الفترة بين عيسى ومحمّد عليهما الصّلاة والسّلام] روى البخاريّ في «صحيحه»، عن سلمان الفارسيّ ﵁، قال: فترة بين عيسى ومحمّد ﵉ ستّ مئة سنة «١» . [زمن الرّسالة] قال علماء السّير: وكانت رسالته ﷺ على رأس الأربعين من مولده. [قصّة بدء الوحي] ففي «صحيح البخاريّ ومسلم»، عن محمّد بن شهاب الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير/، عن عائشة ﵂، قالت: أوّل ما بدىء به رسول الله ﷺ من الوحي: الرّؤيا الصّالحة في النّوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار (حراء)، فيتحنّث فيه- (أي: بحاء مهملة ثمّ نون ثمّ مثلّثة، قال الزّهريّ: وهو التّعبّد) - اللّيالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة ﵂ فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار (حراء)، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: «ما أنا بقارىء» . قال: «فأخذني فغطّني- أي: حبس نفسي- حتّى بلغ منّي الجهد- أي: المشقّة- ثمّ أرسلني»، فقال: اقرأ، قلت: «ما أنا

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٧٣٢) . الفترة: هي المدّة الّتي لا يبعث فيها رسول من الله تعالى.

1 / 173