136

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Penyiasat

محمد غسان نصوح عزقول

Penerbit

دار المنهاج

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ

Lokasi Penerbit

جدة

فحمد الله وسمّى وشرب. متّفق عليه «١» /. وأمّا النّوع الرّابع: وهو كلام الشّجر والحجر، وشهادتهما له بالنّبوّة ﷺ فمن ذلك: حديث ابن عمر ﵄، قال: كنّا مع رسول الله ﷺ في سفر، فدنا منه أعرابيّ، فقال [له رسول الله]: «يا أعرابيّ، أين تريد»؟، قال: إلى أهلي، قال ﷺ: «هل لك إلى خير؟»، قال: وما هو؟ قال: «تشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» قال: من يشهد لك على ما تقول؟ قال: «هذه السّمرة» وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدّ الأرض حتّى قامت بين يديه، فاستشهدها، فشهدت الشّهادتين، ثمّ أمرها فرجعت إلى مكانها «٢» . وفي «الصّحيحين»، عن جابر ﵁، قال: ذهب رسول الله ﷺ ليقضي حاجته، فلم ير شيئا يستتر به، فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي متباعدتين، فأخذ بغصن من أغصان أحدهما، فانقادت له كالبعير المخشوش- أي: المجعول في أنفه حلقة فيها الخطام- حتّى إذا كانت بالمنصف «٣»، وفعل بالآخرى كذلك، فالتأمتا بإذن الله تعالى، فلمّا قضى حاجته افترقتا، وعادت كلّ واحدة منهما إلى منبتها «٤» . وعن بريدة بن الحصيب- مصغّرين- ﵁، قال:

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٦٠٨٧) . (٢) أخرجه الدّارميّ، برقم (١٦) . تخدّ الأرض: تشقّها. (٣) المنصف: نصف المسافة أو نصف الطّريق. (٤) أخرجه مسلم برقم (٣٠١٢) .

1 / 147