132

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Penyiasat

محمد غسان نصوح عزقول

Penerbit

دار المنهاج

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ

Lokasi Penerbit

جدة

وقال: «اذهبي فإنّا لم نأخذ من مائك شيئا- أي: لم ننقصه- ولكنّ الله سقانا» «١» . وفي «الصّحيحين»، عن عمر بن الخطّاب ﵁، قال: كنّا مع رسول الله ﷺ في جيش العسرة، فعطش النّاس عطشا شديدا، حتّى إنّ الرّجل منّا لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، فرغب أبو بكر إلى النّبيّ ﷺ في الدّعاء، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتّى قالت السّماء، فانسكبت، فملؤوا ما معهم من الأسقية، ولم يجاوز المطر العسكر «٢» . وفي «صحيح مسلم» عن جابر ﵁، قال: كنّا مع النّبيّ ﷺ في غزوة، فقال: «يا جابر ناد الوضوء»، فلم يجدوا ماء إلّا قطرة في فم مزادة، فقال: «ائتني بجفنة الرّاكب»، فأتيته بها، فوضع النّبيّ ﷺ كفّه فيها، وصبّ عليه ذلك الماء، فقال: «باسم الله»، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، حتّى امتلأت الجفنة، واستدارت، فأمر النّاس بالاستقاء منها، فاستقوا، وأسقوا ركابهم، فرفع يده من الجفنة، وإنّها لملأى «٣» .

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٣٧) و(٣٣٧٨) . ومسلم برقم (٦٨٢/ ٣١٢) . المزادة: إناء من جلد كالرّاوية لها فم، تملأ ماء للشّرب، فالمزادة والرّاوية والقربة كلّها تصنع من الجلد، لكنّ بعضها أكبر من بعض، وأكبرها الرّاوية. العزلاء: مصبّ الماء من القربة ونحوها. أوكأ: ربط. أو شدّ بالوكاء، وهو ما يشدّ به رأس القربة ونحوها. (٢) أخرجه البزّار في «المسند»، ج ٦/ ١٩٥. فرثه: ما في كرشه. قالت السّماء: غيّمت وظهر فيها سحاب. الأسقية: مفردها: سقاء؛ وعاء من جلد يكون للماء واللّبن. (٣) أخرجه مسلم، برقم (٣٠١٣) . الجفنة: الإناء للماء والطّعام.

1 / 143