الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

Tariq ibn Awadullah d. Unknown
66

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

Penerbit

مكتبة ابن تيمية

Nombor Edisi

الأولى ١٤١٧ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

صراحة، وبهذا يفوِّتون على الباحث الوقوف على الموقوفات، التي ربما يُعل بها المرفوع. وبعض هذه الموقوفات، مما هو في حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي، فلا تُسعف تلك الفهارس أو أكثرها في الوقوف على مثل هذا، أو ما كان بسبيله. فلا ينبغي لطالب العلم أن يعتمد على هذه الفهارس اعتمادًا كليًا، بل عليه أن يفتش بنفسه عن الحديث في مظانِّه من كتب العلم، حتى يتسنى له معرفة طرقه وأسانيده، وأقوال أهل العلم عليه. هذا؛ وكتابة المراسيل والموقوفات، كما أنها تفيد في معرفة علة الحديث، فهي أيضًا تفيد في تقوية الحديث، حيث تكون مختلفة المخرج عن الموصول أو الموقوف، وقد رأى أهل العلم صحة الحديث مرفوعًا وموقوفًا، أو موصولًا ومرسلًا، فإن تعدد الأسانيد للحديث الواحد يقوِّي بعضها بعضاَ، ويشهد بعضها لبعض. وإذا كان أئمة الحديث - عليهم رحمة الله - قد حثُّواطلاب العلم على التوسع في الكتابة، وجمع الأسانيد، لإدراك العلة، أو لتقوية بعضها ببعض، فقد حذَّروا غاية التحذير من الاغترار بالشواذ والمناكير التي أخطأ فيها الرواة الثقات أو الضعفاء؛ فإنها كثرة لا تنفع الحديث، ولا تفيده؛ لا في الإعلال، إذ الشواذ والمناكير لا يُعل بها غيرها، بل هي معلولة بغيرها؛ ولا في التقوية؛ إذ الشواذ والمناكير لا تُقوِّي غيرها ولا تتقوى بغيرها. قال الإمام شعبة (١): "لا يجيئك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ".

(١) "الكفاية" (ص٢٢٤-٢٢٥)، وكذا الأقوال الآتية.

1 / 72