250

Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Penerbit

دار ابن الجوزي

Edisi

الرابعة ١٤٢٠هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٩م

Genre-genre

مَذْكُورًا﴾ ١، فلو كانت روحه قديمه؛ لكان الإنسان لم يزل شيئا مذكورًا؛ فإنه إنما هو إنسان بروحه لا بدنه.
ومنها: حديث أبي هريرة ﵁ الذي في "صحيح البخاري" وغيره عن النبي ﷺ: "الأرواح جنود مجدة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"، والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة.
ومنها أن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال، وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب".
كيفية قبض روح المتوفى ومآلها بعد وفاته:
قد جاء بيان كيفية التوفي ومآل الروح بعده في حديث البراء بن عازب الطويل، وهذا نصه:
عن البراء بن عازب ﵁؛ قال: "كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي ﷺ، فقعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وهو يلحد له، فقال: أعوذ بالله من عذاب القبر -ثلاث مرات-".
ثم قال: "إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا؛ نزلت إليه الملائكة، كأن على وجوههم الشمس، ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة، فجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: يا أيتهَّا النفس الطيبة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان".
قال: "فتخرج تسيل كما القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها؛ لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على الأرض".

١سورة الإنسان، الآية: ١.

1 / 262