160

Grammatical Issues in the Book of Al-Tawdih for the Explanation of Al-Jami' Al-Sahih

المسائل النحوية في كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

Genre-genre

مسألة
تَكرار (لا) الناهية
في قوله ﵇: "لا تَحَرَّوْا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبَها" (١).
قال ابن الملقن:
"و(لا) الناهية دخلت بعد الواو؛ لتفيد النهيَ عن كل منهما" (٢).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن (لا) الناهيةَ قد يُنهى بها عن أمور عدة، وقد ينهى بها عن شيء بعينه، وبيان ذلك فيما يلي:
مثَّل سيبويه وغيره بـ: "لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبن"، وذلك عندما أرادوا النهي عن الجمع بين اللبن والسمك، ولو أنهم أرادوا النهي عن أكل السمك على كل حال، أو شرب اللبن على كل حال لقالوا: "لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن" (٣).
وعكسُ ذلك في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ﴾ (٤)، أي: لا يسخر قومٌ من قوم، ولا يسخر نساءٌ من نساء.
ومثله قولُ البُوصِيري (٥):
ولا تُطع منهما خَصْمًا ولا حكمًا ... فأنت تعرفُ كيدَ الخصمِ والحكمِ (٦)
أي: ولا تطع حكمًا.
وبناء عليه -كما في الحديث السابق- فإن النبي ﷺ أراد أن ينهى عن تحري طلوع الشمس، وأن ينهى عن تحري غروب الشمس، بنهيين لا بنهيٍ واحد، ولو أنه أراد النهيَ عن

(١) صحيح البخاري ١/ ١٢٠، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٦/ ٢٦٤.
(٣) الكتاب ٣/ ٤٢، المقتضب ٢/ ٢٥، الأصول في النحو ٢/ ١٥٤.
(٤) الحجرات: ١١.
(٥) هو: محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي، شاعر مصري من القرن السابع الهجري، ت: ٦٩٨ هـ، وترجمته في: الوافي بالوفيات ٣/ ٩٣، العمدة في إعراب البردة قصيدة البوصيري ١/ ١٥.
(٦) العمدة في إعراب البردة قصيدة البوصيري ١/ ٨٤.

1 / 160