واتفق إن مات الخوارزمي عقب قوله هذه الأبيات فلما بلغ الصاحب موته قال
سألت بريدًا من خراسان مقبلًا ... أمات خوارزميكم قال لي نعم
فقلت اكتبوا بالجص من فوق قبره ... ألا لعن الرحمن من يكفر النعم
ومما يدل على خبث نجار اللئيم ... الغدر بمن يركن إليه ويستنيم
قال رسول الله ﷺ إذا جمع الله الأولين والآخرين رفع لكل غادر لواء وقيل هذه غدرة فلان وقالوا من نقض عهده ومنع رفده فلا خير عنده وقالوا العذر يصلح في كثير من المواطن ولا عذر لغادر ولا خائن شاعر
أخلق بمن رضى الخيانة شيمة ... أن لا يرى إلا صريع حوادث
ما زالت الآراء تلحق بؤسها ... أبدًا بغادر ذمّة أو ناكث
وقالوا الغدر من صغر القدر ويقال من تعدى على جاره دل على لؤم نجاره وقال علي ﵁ الوفاء بأهل الغدر غدر والغدر بأهل الغدر وفاء ذكر أن عيسى ﵇ مر بانسان يطارد حية وهي تقول له واله لئن لم تذهب عني لأنفخن عليك نفخة أقطعك بها قطعًا فمضى عيسى وعاد فوجد الحية في جونة الرجل محبوسة فقال لها ويحك أين ما كنت تقولين قالت يا روح الله إنه حلف لي وغدر وأن سم غدره أقتل له من سمي أعرق الناس في الغدر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معد يكرب فإن عبد الرحمن غدر بالحجاج لما ولاه بلاد خراسان وادعى الخلافة وقاتله وكانت بينهم ثمانون وقعة وكان آخرها دائرة السوء عليه وغدر محمد بن الأشعث بأهل طبرستان وكان عبيد الله ولاه إياها فصالح أهلها على أن لا يدخلها ثم عاد إليهم غادرًا فأخذوا عليه الشعاب وقتلوا ابنه أبا بكر وغدر الأشعث بن قيس ببني الحرث بن كعب غزاهم فأسروه ففدى نفسه بمائتي بعير فأعطاهم مائة وبقيت عليه مائة فلم
1 / 78