وزادها عجبًا إذ رحت في سمل ... وما درت درّ أن الدرّ في الصدف
ولا خرفي المعنى
يا هذه كم يكون اللوم والفند ... لا تنكري رجلًا أثوابه قدد
أن يمس منفردًا فالسيف منفرد ... والليث منفرد والبدر منفرد
أو كنت أنكرت طمريه وقد خلقا ... فالبحر من فوقه الأقذاء والزبد
إن كان صرف الليالي درّ بزغته ... فبين طمريه منه ضيغم لبد
ومن المروأة التطيب فإنه ورد عن مكحول أنه قال من نظف ثوبه قل همه ومن طاب ريحه زاد عقله ومن جمع بينهما ظهرت مروأته وقيل من الظرف والكرم الاستقصاء في التبخر وكان ﷺ يعرف خروجه من منزله برائحة المسك وكان إذا سلك طريقًا عرف السائل عنه أين يمم لطيب ريحه وكان ابن عباس ﵄ إذا اجتاز في طريق قال الناس لطيمة مسك أو ابن عباس لطيب ريحه قال الشاعر
ويفوح مسكًا طيب ريح ثيابه ... وكذاك ريح الماجد الوهاب
الفصل الثالث من الباب الأول
في ذم التخلق بالإحسان
إذا لم يوافق القلب اللسان
قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون وقال رسول الله ﷺ إن ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيهًا وقال عمر بن الخطاب ﵁ من تخلق بما ليس من خلقه فهو منافق وقال ابن مسعود من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ بذلك نفسه وقيل ما الدخان بأدل على النار من ظاهر الرجل على
1 / 56