88

Ghurar Akhbar

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Genre-genre

ومن كلام له (عليه السلام) في التنزه عن الدنيا: «والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا، أو أجر في الأغلال مصفدا، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، أو عاصيا لشيء من الحطام، وكيف أظلم لنفس تسرع إلى البلى ويطول تحت الثرى حلولها؟!

والله، لقد رأيت عقيلا قد أملق حتى استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانا شعث الألوان كأنما سودت وجوههم بالعظلم (1)، وعاودني مؤكدا، وكرر علي القول مرددا، فأصغيت إليه سمعي، فظن أنني أبيعه ديني وأتبع قياده، فأحميت له حديدة وأدنيتها من جسده ليعتبر بها فضج ضجيج ذوي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت: ثكلتك الثواكل، يا عقيل! أتئن من حديدة حماها إنسان للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه! أتئن من الأذى ولا أئن من لظى؟! وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها معجونة كأنها عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة، أم زكاة، أم صدقة؟ فكل ذلك محرم علينا أهل البيت! فقال: لا ذا ولا ذلك ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول! أعن الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط، أم ذو جنة، أم تهجر؟

والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها لما فعلت، وإن دنياكم هذه عندي كورقة في فم جرادة تقضمها. ما لعلي ولنعيم يبلى، ولذة لا تبقى! نعوذ بالله من سبات العقل وسيئات العمل وقبيح الزلل، وبه نستعين» (2).

Halaman 122