81

Ghurar Akhbar

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Genre-genre

فقالت له فاطمة ابنة أسد: أنا التي كفلته، وأنا زوجة عمه الذي يرجوه ويؤمله.

فقال: إن كنت صادقة، فستلدين غلاما مطيعا لربه هماما، اسمه على ثلاثة أحرف، يلي هذا النبي في جميع أموره، وينصره في قليله وكثيره، حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه على أوليائه، يفرج عن وجهه الكربات، ويجلو عنه حندس الظلمات، تهاب صولته أطفال المهاد، وترتعد من خيفته فرائص العباد، تكون له فضائل شريفة ومناقب معروفة، وصلة منيعة ومنزلة رفيعة، يهاجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في طاعته، ويجاهد بنفسه في نصرته، وهو وصيه الدافن له في حجرته (وزوج ابنته) (1).

قالت أم علي (عليه السلام): فجعلت أفكر في قول الكاهن، فلما كان الليل رأيت في منامي كأن جبال الشام قد أقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول، فأسرعت نحوها جبال مكة وأجابتها بمثل صياحها، وأهوال تصيح كالشرد المحمر، وأبو قبيس ينتفض كالفرس ونصاله تسقط عن يمينه وشماله، والناس يلقطون ذلك، فلقطت معهم أربعة أسياف وبيضة حديد مذهبة، فأول ما دخلت مكة سقطت منها سيف في ماء، وطار الثاني في الجو فاستمر، وسقط الثالث إلى الأرض فانكسر، وبقي الرابع في يدي مسلولا، فبينما أنا أصول به إذ صار السيف شبلا، فثنيته فصار ليثا مهولا، فخرج عن يدي، ومر نحو الجبال يجوب بلاطحها، ويخرق صلادحها والناس منه مشفقون، ومن حقيقته حذرون، إذ أتى محمد فقبض على رقبته، فانقاد له كالطينة له، فانتبهت وقد راعني الزمع والفزع، فالتمست وطلبت العارفين والمخبرين، فوجدت كاهنا زجر لي بحالي، وأخبرني

Halaman 115