Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genre-genre
تغمده الله برحمته ورضوانه ورأفته ورحمته: إنني وجدت في كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد (رحمه الله) (جملا أنا ذاكر منها شيئا،) (1) قال: سأل رجل علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال: بما ذا فضلتم الناس جميعا وسدتموهم؟ فقال له: «أنا أخبرك بذلك، اعلم أن الناس كلهم لا يخلون من إحدى ثلاث: إما رجل أسلم على أيدينا، فهو لنا مولى، وإلينا يرجع ولاؤه، ونحن سادته؛ وإما رجل قاتلنا فقتلناه، فمضى إلى النار، وما له مغنم لنا؛ وإما رجل أخذنا منه جزيته وهو صاغر؛ ولا رابع في الناس، فأي فضل لهم نحزه وشرف لم نحصله؟!» (2).
ومن الكتاب، قال المأمون للرضا (عليه السلام) يوما وهو يسايره: يا أبا الحسن، إنني فكرت في أمرنا وأمركم، فرأيت أبانا وأباكم واحد، وأمنا وأمكم واحدة، وديننا ودينكم واحد، ودارنا وداركم واحدة، فإذا الفضيلة بيننا واحدة، فما تقول؟ فقال له الرضا (عليه السلام): «لهذا الكلام جواب، فإن أذنت قلته من غير حرج».
فقال: قل ولا تثريب عليك، فقال: «ما تقول لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) طلع إلينا من خلف هذه الأكمة فسألك أن تزوجه ابنتك؟» فقال: إي والله، ومن يرغب عن رسول الله؟! فقال: «فلو سألني ذلك كان يجوز لي أن أزوجه؟» فسكت المأمون ساعة، ثم قال: انتم والله أمس رحما به (3).
Halaman 229