وقال صابر: ماذا دبرتم؟
وصاحت ناهد: دبرنا؟ وهل تشك فينا يا عمي؟
ولم يلتفت إليها صابر، وإنما نظر إلى عبد الغني: تكلم يا عبد الغني، تكلم يا عبد المال.
وقال عبد الغني: بهذه الطريقة لا أستطيع الكلام، أعطني فرصة.
وأمسكت هند بملابس عبد الغني في عنف وشراسة ، وفي استجداء أيضا: أين صديق يا عبد الغني؟ قل أي شيء إلا أنه مات، أي شيء إلا أنه مات. - لا، إن شاء الله، لا.
وراحت تهزه وتقول: إذن قل! تكلم!
وجلس عبد الغني وراح يروي القصة، حتى إذا انتهى منها قال صابر: لم يمت يا عبد الغني، أنا على وعد من الله أنه لن يموت قبلي.
ونظر عبد الغني وعبد الودود وناهد ورندة إلى بعضهم البعض، وأكمل صابر: ما هذه النظرات؟ أحسبتم أنني جننت؟ هذه آمال، أجن أنا ويموت صديق! ليس في العالم مال يساوي أن يقال عنكما: إن أباكما مجنون، وليس في العالم مال يساوي روح إنسان، أي إنسان. فما بالك إن كان هذا الإنسان أخاك.
وأحس عبد الغني أنه أصبح صفحة بيضاء أمام عيني أبيه، يقرأ دخيلة نفسه. وأكمل أبوه: إن صديق لم يمت، لم يمت، والأيام بيننا يا عبد الغني ويا عبد الودود، وستريان.
وارتمت هند صامتة ذاهلة على أريكة، وصاحت رندة: أهذا معقول يا عمي؟
Halaman tidak diketahui