265

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

أُسلوب (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع)، فبدأ في "تحقيق هدفه، بأن رسم خطَّةً سعى فيها إلى إيهام العدو أنَ المسلمين لازالوا في أماكنهم يقاتلون، فدفع مقدمتهم إلى مناوشة العدو"١. بينما تحرَّك ببقية الجيش، وأعاد تنظيم قوَّاته، وألَّف مؤخرة قوية لحماية الانسحاب من ميدان المعركة.
"لقد كان خالد قائدًا ماهرًا، محرِّكًا للجيوش لا نظير له، أُلْهِمَ القيادة إلهامًا، فهو يستعين في مواقفها بكُلِّ ما عرفت الحرب من فنٍّ يستخدمه على السليقة٢، وعلى البصيرة الملهمة، فدار بالجيش دورةً ضمَّ بها صفوفه، ثُمَّ قاتل به في غير اندفاع، ومع ذلك في غير تراجع، وكان بذاته قدوةً للمسلمين"٣.
يقول - رضي الله تعالى عنه - واصفًا قوَّة الانسحاب الذي نفَّذه مع المسلمين، وشِدَّة القتال، وضراوته في أثناء الانسحاب، نتيجة ضغط العدوِّ عليهم -:
[٦٤] "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلاَّ صفيحة يمانية"٤.
ولمَّا رأى المسلمون ما يصنعه خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه، ازدادت حميتهم للقتال، واشتعل حماسهم، فهاجموا بعنف على طول

١ خليل: دراسة في السيرة ٢٩٩.
٢ السليقة: يعني على الفطرة والطبيعة.
٣ الشريف: مكة والمدينة ٥٣٦.
٤ أخرجه البخاري (الصحيح ٥/٨٧) .

1 / 325