325

والحيلولة ليس كذلك ولا يمتنع أن يقال إن في ذلك مفسدة ولا يؤدي إلى إفساد (2) وجوب الرئاسة.

إن قيل (3) أليس آباؤه(ع)كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد.

قلنا آباؤه(ع)حالهم بخلاف حاله لأنه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهديا لهم وليس يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على مملكتهم [ولم يخافوا جانبهم]. (4)

وليس كذلك صاحب الزمان(ع)لأن المعلوم منه أنه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان ويبسط العدل ويميت الجور فمن هذه صفته يخاف جانبه (5) ويتقى فورته فيتتبع ويرصد ويوضع العيون عليه ويعنى به خوفا من وثبته وريبة (6) من تمكنه فيخاف حينئذ ويحوج إلى التحرز والاستظهار بأن يخفي شخصه (7) عن كل من لا يأمنه من ولي وعدو إلى وقت خروجه.

وأيضا فآباؤه(ع)إنما ظهروا لأنه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم وليس كذلك صاحب الزمان(ع)لأن المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل

Halaman 330