305

Gharib Quran

غريب القرآن لابن قتيبة

Editor

أحمد صقر

Penerbit

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

ولا أراها سميتْ قاعدًا، إلا بالقعود. لأنها إذا أسَنَّتْ: عجزتْ عن التَّصرُّفِ وكثرة الحركة، وأطالت القعودَ؛ فقيل لها: "قاعدٌ" بلا هاء؛ ليُدلَّ بحذف الهاء على أنه قعودُ كبَرٍ. كما قالوا: "امرأةٌ حاملٌ" بلا هاء؛ ليُدلَّ بحذف الهاء على أنه حمل حَبَلٍ. وقالوا في غير ذلك: قاعدةٌ في بيتها، وحاملةٌ على ظهرها.
﴿فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ﴾ يعني: الرِّداءَ.
﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ﴾ فلا يُلْقِينَ الرِّداءَ.
﴿خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ والعربُ تقول: "امرأةٌ واضعٌ": إذا كبِرتْ فوضعتْ الخِمار. ولا يكون هذا إلا في الهرِمة.
٦١- ﴿لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ﴾ في مؤاكلة الناس. وكذلك الباقون: وإن اختلفوا فكان فيهم الرَّغيبُ والزَّهيد. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل"، واختلافَ المفسرين فيه (١) .
﴿وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ﴾ يريد: من أموال نسائكم ومَن ضَمَّتْهُ منازلُكم.
﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ﴾ يعني: بيوت العبيد. لأن السيد يملك منزل عبده.
﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا﴾ أي مُجْتَمِعِين.
﴿أَوْ أَشْتَاتًا﴾ أي مُفتَرِقين. وكان المسلمون يتحرَّجون (٢) من مؤاكلة أهل الضُّرِّ -: خوفًا من

(١) راجع ص ٢٥٧-٢٥٩.
(٢) تأويل مشكل القرآن ٢٥٧ وتفسير القرطبي ١٢/٣١٧.

1 / 308