البيت التاسع
٩ - فأجريت دمعي فوق خدي مدبجا ... وما هي إلا مهجتي تتحلل
ذكر ابن فرح رحمة الله علينا وعليه في هذا البيت نوعا واحدا:
المدبج: (١).
وهو: أن يروي القرينان كل منهما عن الآخر، وهو أحد قسمي رواية الأقران:
فالأول: أن ينفرد أحد القرينين عن لآخر.
مثاله: رواية سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، ورواية سفيان بن سعيد الثوري، عن مسعر بن كدام الهلالي، من غير عكس، ولذلك لم يسم هذا القسم مدبجا، وفي رواية الأقران صنف أبو الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني كتابا سماه "رواية الأقران" (٢).
والثاني: المدبج فيه تبادل القرينان الرواية كل عن الآخر، مثاله: في الصحابة رواية أبي هريرة، وعائشة ﵄، وفي التابعين رواية محمد بن شهاب الزهري، وأبو الزبير محمد بن مسلم، وفي تابعي التابعين رواية مالك والأوزاعي، وفي أتباع الأتباع رواية أحمد بن حنبل، وعلى بن المديني كل عن الآخر.
_________
(١) أخذا من ديباجتي الوجه، وهما الخدان، (الصحاح ١/ ٣٨٥، اللسان ٢/ ٢٦٢) لتساويهما وتقابلهما. انظر (فتح المغيث ٣/ ١٣٩ - ١٤٠).
(٢) ذكر الأقران رواياتهم / طبع دار الكتب العلمية / بيروت.
1 / 71