وذهب زوجها دارنلي يزورها بعد أن ولدت الطفل، فقوبل في القصر بازدراء، وخاصة من بوثول الذي كان نفوذه قد ازداد إذ ذاك، وقابلت الملكة زوجها بفتور شديد في حين أنها أظهرت لبوثول كل حب وإخلاص أمامه؛ حتى اضطر أن يعود وقد ازداد حزنه وعاره.
وبعد مرور شهرين فقط، بعد أن صارت أما، ذهبت لزيارة بوثول زيارة خاصة في «الوا»، وقد كانت هذه الزيارة فضيحة كبرى وصمت بها الملكة، وما اتصل خبرها بدارنلي حتى رأى أن يقوم بمحاولة أخيرة ليستعيد حقوقه كزوج وملك، ولكنه لم ينجح في هذه المحاولة، وعرف أن حياته في خطر طالما كان في اسكتلندا، فعاد إلى عبثه ولهوه، ولم يظهر في القصر الملكي بعد ذلك إلا مرات معدودات.
وبعد ثلاثة أشهر، مرضت الملكة مرضا خطيرا في جدبورو وكادت تنتقل إلى العالم الآخر، وذهب زوجها دارنلي لزيارتها، ولكنه لم يمكث معها غير يوم واحد.
وكان بوثول قد أصيب قبل ذلك بثلاثة أسابيع بجروح خطيرة في مناوشات حدثت على الحدود، وظل طريح الفراش في دير مهجور، فما اتصل نبأ ذلك بالملكة حتى سارعت إلى الذهاب لرؤيته - وكان بينها وبينه نحو ثلاثين ميلا - وعادت في نفس اليوم وقد أثر البرد في صحتها تأثيرا سيئا فمرضت.
وقد سمع دارنلي بهذه القصة، بل لقد زار بوثول في جدبورو فاحتقره بوثول وأساء معاملته، كما كان يفعل كل من يقابله، ولكنه كان يتألم من احتقار بوثول له أكثر من أي شخص آخر؛ وذلك لعلمه أن بوثول هو عشيق زوجته.
فك العقدة
ووصلت الأمور بين الملكة وزوجها إلى حد لا يمكن الاستمرار عليه كما أعلنت هي في القصر وهي لا تزال تعاني آثار المرض.
وجلست في غرفة واسعة إلى جانب المدفأة وقد غاض قلبها والتفت بعباءة تقيها البرد، وكانت شاحبة الوجه، وقد ظهرت هالة زرقاء على عينيها من تأثير المرض الذي عانته، ثم تأوهت وقالت: كم أود أن أموت!
ماري «ملكة اسكتلندا» تودع فرنسا.
وكان عشيقها بوثول إذ ذاك يتكئ على ظهر مقعدها وقد ظهر بوجهه العبوس وأنفه الأقنى ولحيته الكثة، وتظاهر بأنه يتأوه مثلها وهو يقول: لم أقف في حياتي أمام عدو وتمنيت أن أموت.
Halaman tidak diketahui