وارتبطت أيديهما من جديد بعد ذلك.
قال الملكة في مذكراتها:
إن ما شعرت به إذ ذاك كان انتزاعا لصديق، لا رحيل شخص غريب. إنني أشعر بأنني حزينة جدا وأنا أفترق عن هذا العزيز، عن هذا الشاب المحبوب، حتى إنني أفكر في أنني عشقته قليلا، وأنني بالتأكيد قد ارتبطت به ارتباطا وثيقا، فهو على شيء كثير من الصراحة، كما أنه صغير السن، ممتلئ بالمرح، ووجه أبدا مبتسم، ساحر الجمال، تتجلى فيه الرجولة.
أما الغراندوق، فبعد أن انتهى من وداع الملكة ووجد نفسه وحيدا مع الجنرال يوريفتش، ارتمى بين ذراعيه وبكى الاثنان طويلا.
وذكر الغراندوق للجنرال - بعد أن بكى طويلا - أنه لن ينسى هذا الفراق، وأن اللحظة التي قبل فيها الملكة فبادلته قبلته هي أسعد لحظات حياته.
لا شك أن غرام الملكة فيكتوريا والغراندوق إسكندر كان غراما حيا تتجلى فيه عظمة الملكية وذلها أمام سلطان الحب.
الملكة اليصابات واللورد روبرت ددلي
الزواج
اشتهر روبرت ددلي بالشجاعة منذ نعومة أظفاره، ولقد أرسل ذات يوم في مهمة خاصة؛ هي إخضاع الثورة التي تعرف في التاريخ الإنجليزي «ثورة كيت»، وفي طريقه إلى مكان الثورة مر بقصر السير جون روبزارت وحل لديه ضيفا، مع أنه كان لا يعرفه قبل ذلك، ورأى هناك ابنة مضيفه السير روبزارت واسمها «آمي»، فأعجب بجمالها إعجابا عظيما، وصمم على الزواج منها مهما كلفه ذلك.
ولا شك كذلك أن آمي الجميلة قد أعجبت هي الأخرى بجمال الشاب روبرت. كانت لأسرة الشاب شهرة عظيمة في تاريخ إنجلترا تفوق شهرة أسرة السير روبزارت؛ لأن والده وجده قد حوكما بتهمة الخيانة العظمى، كذلك سمعت الفتاة أن الشاب روبرت كان صديقا وزميلا للأميرة إليزابيث منذ صغرها، وكانت إنجلترا بأجمعها قد بدأت تهتم بهذه الأميرة وتتبع أخبارها. وأخذ والد الفتاة السير جون روبزارت يقوم بتحريات دقيقة تتعلق بالشاب الذي تقدم إليه يطلب يد ابنته للزواج، وكانت آمي سترث ثروة عظيمة؛ إذ لم يكن لوالدها غيرها وغير ابن آخر اسمه أرثر روبزارت. وكانت والدة آمي أرملة حين تزوجت السير جون روبزارت؛ ولذلك كان لآمي أخوان وأختان من أمها يحملون جميعا لقب أبليارد.
Halaman tidak diketahui