فأجابها اللورد ملبورن: ولكنك تتألمين فيما بعد! يجب أن تعتني بصحتك حتى لا يصيبك المرض، إنك تشكين من الألم المتزايد ومن المجهود الذي تبذلين؛ ولذلك فإنه سيكون مما يضايقك حقا أن تشعري بعد ذلك بالاشمئزاز وعدم الميل إلى العمل.
فأجابته الملكة مؤكدة: إن هذا ما لا يمكن أن أحتمله لو شعرت به.
فقال لها: إنك تعيشين حياة غير طبعية بالنسبة لسيدة صغيرة السن، إنها معيشة رجل.
وأجابته الملكة بحزن: إنني أشعر بهذا أحيانا.
وتحدثا بعد ذلك قليلا عن الغراندوق.
الوداع
وجاءت ساعة الوداع، فدخلت الملكة إلى المخدع الملاصق لغرفة نومها، وكان اللورد بالمرستون قد أدخل الغراندوق إلى تلك الغرفة واستأذن في الانصراف.
ولما دخلت الملكة أمسك الغراندوق بيدها وضغط عليه بشدة، وكان شاحب الوجه، واضطرب صوته وهو يقول لها: إن الكلمات تخونني إذا أردت أن أعبر لك عن كل ما أشعر به.
وأخذ بعد ذلك يشكرها على العناية التي حبته بها مدة وجوده بإنجلترا، وذكر لها أنه يأمل العودة في يوم من الأيام، كما أكد لها أن ذلك مما يوثق عرى الصداقة بين الدولتين: إنجلترا والروسيا.
وبعد ذلك ضغط على يدها وقبلها، فعانقته الملكة وقبلته على خديه، فقبلها هو الآخر بدوره بشكل ذكرت عنه في مذكراتها أنه ممتلئ بالحرارة والإخلاص والحب.
Halaman tidak diketahui