وفي خلال تلك المدة عرض الملك على رئيس الوزراء بطريق غير مباشر اقتراحا جديدا؛ هو أن يسن البرلمان قانونا يتمكن الملك بواسطته من الزواج بدون أن تصبح زوجته ملكة، ويكتفى بأن تكون زوجة الملك! وقابل المستر بلدوين الملك في 25 نوفمبر، فسأله الملك عن رأيه، فصارحه رئيس الوزراء بأنه يعتقد أن البرلمان لن يصادق على قانون كهذا، ولكن الملك أصر على ضرورة عرض الاقتراح على مجلس الوزراء، وعلى رؤساء وزارات الأملاك المستقلة، فوعد المستر بلدوين بعمل ذلك في يوم 2 ديسمبر.
وقبل أن ينتهي المستر بلدوين من جمع آراء الجميع طلب الملك منه أن يحضر لمقابلته، ولما حضر سأله الملك عن رأيه في الموضوع، فصارحه رئيس الوزراء بأن ما وصل إليه إلى ذلك الوقت كان يدل على أنه ليس هناك أي استعداد في إنجلترا، أو في الأملاك المستقلة، للموافقة على القانون الذي يقترح جلالته سنه.
ولم يدهش الملك لهذا الجواب، ولم يعد بعد ذلك إلى الحديث في الموضوع بالمرة.
وبدأ النضال الحاد الذي استمر أسبوعا كاملا في نفس الملك.
التاج أم الحب؟
استمر النضال مدة أسبوع كامل من يوم 2 ديسمبر إلى يوم 9 ديسمبر سنة 1936، ولكن الملك كان قد استقر رأيه منذ أول الأمر، ولم يكن ليتراجع في كلمته التي قالها لرئيس وزرائه عندما ذكر استعداده لأن يذهب.
وقد حاول أفراد الأسرة، وفي مقدمتهم الملكة الوالدة ماري، إثناء الملك عن عزمه، ولكنه لم يتحول، وأخذ في تلك الفترة يستعد للرحيل بعد أن سبقته المسز سمبسون التي سافرت بمجرد أن انتشر خبر الأزمة في البلاد، حيث استقرت مدة في كان.
وقد فضل الملك أن يظل مدة الأزمة في قصر فورت بلفيدير، وصرح لرئيس الوزراء بأنه لا يعود إلى لندن ما دام النزاع قائما، وذلك حتى لا يتعرض لجماهير الهاتفين من الشعب؛ إذ إن كثيرين من أفراد الشعب كانوا قد فهموا الأزمة في مبدئها على غير حقيقتها، إذ أشيع أن الوزارة تريد أن تفرض إرادتها على جلالة الملك، وأنها تستعجل جوابه، إلى غير ذلك من الأقوال المثيرة.
وفي مساء يوم 9 ديسمبر سنة 1936 تقرر أن لا بد أن تهيئ صحف الصباح الرأي العام لكي يتلقى الصدمة، فما أصبح يوم الخميس 10 ديسمبر سنة 1936 حتى كان الناس يشعرون بأن حدثا يوشك أن يحل بعد أن استمر قلقهم طويلا وهم يأملون أن يبقى لهم ملكهم المحبوب.
الصاعقة
Halaman tidak diketahui