326

Keganjilan Al-Quran dan Kecintaan Al-Furqan

غرائب القرآن و رغائب الفرقان

مجرى طريقة السلف منهم في الإيمان ببعض والكفر ببعض وكل في الميثاق سواء. الخزي الذل والهوان خزي بالكسر يخزي خزيا أي ذل وهان ، وخزي أيضا يخزى خزاية أي استحيا فهو خزيان. فإذا قيل : أخزاه الله. فالمراد أهانه أو أوقعه موقعا يستحيي منه وتنكير «خزي» يدل على فظاعة شأنه وأنه بلغ مبلغا لا يكتنه كنهه ، والأظهر أنه غير مختص ببعض الوجوه. وقيل : هو قتل بني قريظة وأسرهم وإجلاء بني النضير ، وقيل : الجزية ، وعلى هذين القولين يختص الخزي بمن في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وبمن يخلفهم دون أسلافهم ، فإن قيل : عذاب منكري الصانع كالدهرية يجب أن يكون أشد ، فكيف يقال في حق اليهود يردون الى أشد العذاب؟ قلنا : إما لأن كفر العناد أغلظ ، وإما لأن المراد أشد من الخزي لا الأشد مطلقا. وفي قوله : ( وما الله بغافل ) وعيد شديد للعاصين وبشارة عظيمة للمطيعين ، لأن القدرة الكاملة مع عدم الغفلة تدل على وصول الحقوق إلى مستحقها لا محالة. ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ) استبدلوها بها ( فلا يخفف عنهم العذاب ) لا ينقطع ولا يفتر بل يدوم على حالة واحدة ( ولا هم ينصرون ) بدفع هذا العذاب عنهم. وفيه تنبيه على أن الجمع بين تحصيل لذات الدنيا إذا كانت على وفق الهوى لا الشرع ، وبين لذات الآخرة ممتنع يستتبع وجود إحداهما عدم الأخرى والله ولي التوفيق.

** التأويل :

تسفكون دماءكم ) بامتثال أوامر الشيطان واتباع خطواته كما قيل :

إلى حتفي مشى قدمي

أرى قدمي أراق دمي

( ولا تخرجون أنفسكم ) من ديار عبوديتكم التي كنتم فيها في أصل الفطرة ( وتخرجون فريقا منكم من ديارهم ) لا تقتصرون على ضلالكم بل يعاون بعضكم بعضا على الإعراض عن حقوق الله والإقبال على حظوظ النفس ( وإن يأتوكم أسارى تفادوهم ) فمن أسر في قيد الهوى فإنقاذه بالدلالة على الهدى ، ومن أسر في قيد حب الدنيا فخلاصه في كثرة ذكر المولى ، ومن أسر في أيدي الشكوك والشبهات ففداؤه إرشاده إلى اليقين بلوائح البراهين ولوامع البينات ، ومن أسر في حبس وجوده فنجاته فيما يحل عنه وثاق الكون ويوصله إلى معبوده ، ومن أسر في قبضة الحق فليس لأسراهم فداء ولا لقتلاهم قود ولا لرهطهم خلاص ولا لقومهم مناص ولا منهم فرار ولا معهم قرار ولا إليهم بغيره سبيل ولا لديهم دليل ( أفتؤمنون ببعض الكتاب ) وهو ما سمعتم في أول الخطاب ( ألست

Halaman 328