294

Keganjilan Al-Quran dan Kecintaan Al-Furqan

غرائب القرآن و رغائب الفرقان

لم يبق الإبهام. ولم قال هاهنا ( ادخلوا ) وهناك ( اسكنوا )؟ لأن الدخول مقدم على السكون ، «والبقرة» مقدمة في الذكر على «الأعراف». ولم قال في «البقرة» ( فكلوا ) وفي «الأعراف» ( وكلوا ) بالواو؟ لما بينا في قوله ( وكلا منها رغدا ). ولم قال في «البقرة» ( خطاياكم ) وفي «الأعراف» ( خطيئاتكم )؟ لأن الخطايا جمع الكثرة ، والخطيئات جمع السلامة للقلة ، وقد أضاف القول هاهنا إلى نفسه فكان اللائق بكرمه غفران الذنوب الكثيرة ، وهناك لم يذكر الفاعل فلم يكن ذكر اللفظ الدال على الكثرة واجبا. ولمثل هذا الجواب ذكر هاهنا ( رغدا ) ليدل على الإنعام الأتم ، ولم يذكر في «الأعراف» ، ولم قال هاهنا ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) وفي «الأعراف» بالعكس؟ لأن الواو للجمع المطلق ، ولأن المخاطبين صنفان : محسن ومذنب. واللائق بالمحسن تقدم العبادة والخضوع ، ثم ذكر التوبة على سبيل هضم النفس وإزالة العجب. واللائق بالمسيء عكس ذلك ، ولأنه ذكر في هذه السورة ( ادخلوا هذه القرية ) فقدم كيفية الدخول. ولم قال في «البقرة» ( وسنزيد ) وفي «الأعراف» ( سنزيد )؟ لأنه في «الأعراف» ذكر أمرين : قول الحطة وهو إشارة إلى التوبة ، ودخول الباب وهو إشارة إلى العبادة. ثم ذكر جزاءين أحدهما الغفران والآخر الزيادة ، فترك الواو ليفيد توزيع الجزاءين على الشرطين. وفي «البقرة» وقع مجموع المغفرة والزيادة جزاء لمجموع الفعلين ، أعني دخول الباب وقول الحطة ، فاحتيج إلى الواو وأيضا الاتصال اللفظي حاصل في هذه السورة بين قوله ( وإذ قلنا ) وبين قوله ( وسنزيد ) بخلاف «الأعراف» لأن اللائق به في الظاهر سيزاد ، فحذف الواو ليكون استئنافا للكلام. وما الفائدة في زيادة كلمة ( منهم ) في الأعراف؟ لأن أول القصة مبني على التخصيص ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) [الأعراف : 159] فذكر أن منهم من يفعل ذلك ، ثم عدد صنوف إنعامه وأوامره عليهم ، فلما انتهت القصة قال ( فبدل الذين ظلموا منهم ) فهناك ذكر أمة عادلة وأمة جائرة فصار آخر الكلام مطابقا لأوله ، وأما في البقرة فلم يذكر في أول الآيات تمييزا وتخصيصا حتى يلزم في اخر القصة مثل ذلك. لم قال في «البقرة» ( فأنزلنا ) وفي «الأعراف» ( فأرسلنا ) لأن الإنزال يفيد حدوثه في أول الأمر ، والإرسال يفيد تسلطه عليهم واستئصالهم بالكلية ، وذلك إنما يحدث بالآخرة. وقيل : لأن لفظ الإرسال في «الأعراف» أكثر فروعي التناسب. لم قال في «البقرة» ( بما كانوا يفسقون ) وفي «الأعراف» ( يظلمون ) لأنه لما بين في البقرة كون الظلم فسقا اكتفى بذلك البيان في «الأعراف». وأيضا إنهم ظلموا أنفسهم وخرجوا عن طاعة الله تعالى ، فوصفهم بالأمرين في موضعين والله أعلم.

Halaman 296