200

Keganjilan Al-Quran dan Kecintaan Al-Furqan

غرائب القرآن و رغائب الفرقان

( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ما ذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (26) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27))

** الوقوف :

اتفقتا فكلمة «أما للتفصيل بين الجمل ( مثلا ) (م) لأنه لو وصل صار ما بعده صفة له وليس بصفة إنما هو ابتداء إخبار من الله عز وجل جوابا لهم. ( ويهدي به كثيرا ) (ط) ( الفاسقين ) (لا) لأن ( الذين ) صفتهم ( ميثاقه ) (ص) لعطف المتفقتين ( في الأرض ) (ص) ( الخاسرون ) (ه).

** التفسير :

عن ابن عباس : لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين يعني قوله ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) [البقرة : 17] وقوله ( أو كصيب ) [البقرة : 19] قالوا : الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال ، فأنزل الله هذه الآية. وعن الحسن وقتادة : لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ، ضحكت اليهود وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله فنزلت. والعجب منهم كيف أنكروا ذلك وما زال الناس يضربون الأمثال بالبهائم والطيور وأحناش الأرض؟ وهذه أمثال العرب بين أيديهم مسيرة في حواضرهم وبواديهم قد تمثلوا فيها بأحقر الأشياء فقالوا : «أجرأ من الذباب» و «أضعف من بعوضة» و «كلفتني مخ البعوض». ولقد ضربت الأمثال في الإنجيل بالأشياء المحقرة كالزوان حب يخالط البر ، وكحبة خردل ، والمنخل والحصاة والأرضة والدود والزنابير . قال : مثل ملكوت السماء كمثل رجل زرع في قريته حنطة جيدة نقية ، فلما نام الناس جاء عدوه فزرع الزوان بين الحنطة ، فلما نبت الزرع واشتد غلب عليه الزوان. فقال عبيد الزارع : يا سيدنا أليس حنطة جيدة نقية زرعت في قريتك؟ فقال : بلى قالوا : فمن أين هذا الزوان؟ قال : لعلكم إن ذهبتم أن تقلعوا الزوان تقلعوا معه حنطة ، دعوهما يتربيان جميعا حتى الحصاد. فأمر الحصادين أن يلتقطوا الزوان من الحنطة وأن يربطوه حزما ثم يحرق بالنار ويجمعوا الحنطة إلى الجرين ، وأفسر لكم ، ذلك الرجل الذي زرع الحنطة الجيدة وهو أبو البشر ، والقرية هي العالم ، والحنطة الجيدة النقية هي أبناء الملكوت الذين يعملون بطاعة الله ، والعدو الذي زرع الزوان هو إبليس ، والزوان المعاصي التي يزرعها إبليس وأصحابه ، والحصادون هم

Halaman 202