182

Keganjilan Al-Quran dan Kecintaan Al-Furqan

غرائب القرآن و رغائب الفرقان

روائحها دلالة ، فمنها قوت البشر ، ومنها قوت البهائم ( كلوا وارعوا أنعامكم ) [طه : 54] ومنها الطعام ، ومنها الإدام ، ومنها الدواء ، ومنها الفواكه ، ومنها كسوة البشر نباتية كالقطن والكتان ، وحيوانية كالشعر والصوف والإبريسم والجلود. ومنها الأحجار المختلفة بعضها للزينة وبعضها للأبنية ، فانظر إلى الحجر الذي يستخرج منه النار مع كثرته ، وانظر إلى الياقوت الأحمر مع عزته ، وانظر إلى كثرة النفع بذلك الحقير وقلة النفع بهذا الخطير. ومنها ما أودع الله تعالى فيها من المعادن الشريفة كالذهب والفضة ، ثم تأمل أن البشر استنبطوا الحرف الدقيقة والصنائع الجليلة واستخرجوا السمك من قعر البحر ، واستنزلوا الطير من أوج الهواء ، لكن عجزوا عن اتخاذ الذهب والفضة. والسبب فيه أن معظم فائدتهما ترجع إلى الثمنية ، وهذه الفائدة لا تحصل إلا عند العزة والقدرة على اتخاذهما تبطل هذه الحكمة فلذلك ضرب الله دونهما بابا مسدودا ، ومن هاهنا اشتهر في الألسنة «من طلب المال بالكيمياء أفلس». ومنها ما يوجد على الجبال والأراضي من الأشجار الصالحة للبناء والسقف ثم الحطب ، وما أشد الحاجة إليه في الخبز والطبخ. ولعل ما تركنا من المنافع أكثر مما عددنا ، فإذا تأمل العاقل في هذه الغرائب والعجائب اعترف بمدبر حكيم ومقدر عليم إن كان ممن يسمع ويعي ويبصر ويعتبر.

** الثانية في منافع السماء :

، ومنه بنى على امرأته لأنهم كانوا إذا تزوجوا ضربوا عليها خباء جديدا. ثم إن الله تعالى زين السماء الدنيا بالمصابيح ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) [الملك : 5] وبالقمر ( وجعل القمر فيهن نورا ) [نوح : 16] وبالشمس ( وجعل الشمس سراجا ) [نوح : 16] وبالعرش ( رب العرش العظيم ) [التوبة : 129] وبالكرسي ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) [البقرة : 255] وباللوح ( في لوح محفوظ ) [البروج : 22] وبالقلم ( ن والقلم ) [القلم : 1] وسماها سقفا محفوظا وسبعا طباقا وسبعا شدادا. وذكر أن خلقها مشتمل على حكم بليغة وغايات صحيحة ( ربنا ما خلقت هذا باطلا ) [آل عمران : 191] ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا ) [ص : 27] وجعلها مصعد الأعمال ومهبط الأنوار وقبلة الدعاء ومحل الضياء والصفاء ، وجعل لونها أنفع الألوان وهو المستنير ، وشكلها أفضل الأشكال وهو المستدير ، ونجومها رجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، وقيض للشمس طلوعا يسهل معه التقلب لقضاء الأوطار في الأطراف ، وغروبا يصلح معه الهدوء والقرار في الأكنان لتحصيل الراحة وانبعاث القوة

Halaman 184