Gandhi Autobiografi: Kisah Eksperimenku dengan Kebenaran
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Genre-genre
الفصل السابع
حدث مأساوي (تابع)
ثم جاء اليوم المنتظر، وإنني لأجد صعوبة في وصف حالتي حينها وصفا دقيقا. فمن ناحية، كانت هناك حماستي «للإصلاح» وحداثة فكرة القيام بتحول خطير في طريق حياتي، ومن ناحية أخرى، كان هناك شعوري بالخجل نتيجة الاختباء كاللصوص للقيام بذلك العمل. لا أدري أي الأمرين كان ذا أثر أكبر علي. أخذنا نبحث عن منطقة منعزلة على ضفاف النهر، وهناك رأيت للمرة الأولى في حياتي «اللحم»، وأحضر الخبز أيضا. ولكنني لم أستمتع بأي منهما، فقد كان لحم الماعز صلبا كالصخر، فلم أستطع أن أتناوله، وكنت مريضا فاضطررت للكف عن الأكل.
لقد عانيت في تلك الليلة كثيرا. فظل يراودني كابوس كلما غفوت، كان يتراءى لي كأن عنزة حية تثغو بداخلي، فكنت أستيقظ فزعا وأشعر بالندم يغمرني، ولكنني كنت أحدث نفسي بأن أكل اللحم إنما هو واجب، مما كان يدخل علي بعض السرور.
لم يكن صديقي من النوع الذي يستسلم بسهولة. فقد بدأ يطهو أنواعا متعددة من الأطعمة الشهية من اللحم، ويقدمها بصورة جميلة. وتغير مكان العشاء من المنطقة المنعزلة على ضفاف النهر إلى مبنى المجلس التشريعي بما يحويه من صالة الطعام والطاولات والكراسي، ولقد استطاع صديقي أن يصل إليه بترتيب الأمر مع رئيس الطهاة هناك.
وقد كان لذلك الإغراء جليل الأثر علي. فقد تجاوزت بغضي للخبز ورأفتي بالماعز وأصبحت من محبي أطعمة اللحوم ، بل أصبحت محبا للحم ذاته. وقد استمر هذا الوضع لقرابة العام، ولكننا لم نحظ إلا بحوالي ست ولائم على مدار العام. ويرجع ذلك إلى أن مبنى المجلس التشريعي لم يكن متاحا في جميع الأيام، ويرجع أيضا إلى صعوبة إعداد أطعمة اللحم باهظة الثمن بصورة متكررة، ولم أكن أمتلك المال اللازم لدفع مقابل هذا «الإصلاح»، ولذلك كان على صديقي دائما أن يجد المال الكافي. لا أعلم من أين كان يأتي بالمال، لكن ما يهم في الأمر هو أنه كان يأتي به لعزمه على تحويلي إلى آكل للحوم، ولكن موارده المالية كانت محدودة، لذلك كانت تلك الولائم قليلة وتقام على فترات متباعدة.
وكلما واتتني فرصة الانغماس في مثل هذه الولائم السرية، كان يستحيل أن أتناول العشاء في البيت، وكانت والدتي تطلب مني تناول عشائي، وعندما كنت أمتنع عن تناول الطعام، كانت تسألني عن السبب، فكنت أجيبها قائلا: «لا أشعر برغبة في تناول الطعام اليوم، وأشعر بتوعك في معدتي.» كنت أشعر بتأنيب الضمير وأنا أحيك هذه الأكاذيب، كنت أعلم أنني أكذب، وأنني أكذب على والدتي ذاتها! وكنت أعلم أنه عندما يعرف والداي أنني أصبحت من آكلي اللحوم، سيصابان بصدمة شديدة، وكان علمي بذلك كله ينهش قلبي.
حدثتني نفسي قائلة: «إن أكل اللحم أمر مهم، وكذلك تبني فكرة «الإصلاح»، ولكن خداع المرء لوالديه والكذب عليهما أسوأ من الامتناع عن أكل اللحم؛ ولذلك، علي أن أمتنع عن أكل اللحم ما داما على قيد الحياة، وسآكل اللحم كما أشاء فقط إذا واراهما التراب، وبعد أن أصبح حرا. وحتى ذلك الحين، سوف أمتنع عن أكل اللحم.»
أخبرت صديقي بالقرار الذي توصلت إليه، ومن وقتها لم أعد أتناول اللحم، ولم يعلم والداي قط أن اثنين من أبنائهما أصبحا من آكلي اللحوم.
إن ما دفعني للامتناع عن أكل اللحم هو صدق رغبتي في عدم الكذب على والدي، لكنني لم أتخل عن صديقي. وقد عادت حماستي لفكرة إصلاح صديقي علي بالمتاعب، لكنني لم أكن على دراية بتلك الحقيقة.
Halaman tidak diketahui