قالت: لا جواب عندي غير هذا. إذا كنت آتيا لقتلي، فاقتلني، إن القتل يريحني، اقتلوني.
فقطع ابن زياد خطابها وقال: أتفضلين القتل وخسارة الدنيا والآخرة على أن تلعني عليا أو على أن تستغفري لذنبك، وأنا واثق بأنك لم تقدمي على هذا المنكر إلا بإغواء بعض الناس و ...
فقطعت كلامه وقالت: لم يغوني أحد، ولكنني تعمدت قتله انتقاما لأبي وابن عمي، وسعيا في مصلحة المسلمين، ولم أقدم على هذا إلا وأنا عالمة بما يهددني من خطر القتل، ولكني لم أوفق، فاقتلني، فما أنا خير ممن قتلتموه قبلي.
فقال عبيد الله: إني أنصحك لوجه الله أن تقلعي عن هذا العناد؛ فلا خير فيه، وقد أصبحت وحيدة لا نصير لك، فأشفقي على شبابك وأطيعيني، إني والله أضن بهذا الوجه المليح أن يعفره التراب .
قالت: لا تضن بشيء لا يضن به صاحبه، اقتلني أو أعطني هذا الخنجر فأغمده في أحشائي. قالت ذلك ومدت يدها إلى الخنجر، فأخفاه عبيد الله، وتحقق أن الكلام معها لا يجدي فتركها وعاد إلى يزيد. •••
وكان يزيد في انتظاره على مثل الجمر وهو يرجو أن ترجع سلمى عن عزمها وتعتذر وتبقى عروسا له، فلما عاد عبيد الله قص عليه ما بدا منها فعاد يزيد إلى غضبه وقال: قبحها الله من خائنة منافقة.
فلما رآه ابن زياد في هذه الحالة قال له: ماذا يرى مولاي أن نفعل بها؟
قال: أرى أن أقتلها حالا بهذا الخنجر.
قال: إنها تستوجب القتل، ولكني لا أرى أن تلوث يدك بدمها ولا أن تجعل أحدا من أهل القصر يعلم ذلك.
قال: وكيف إذن؟ أأعفوا عنها؟!
Halaman tidak diketahui