Gatherings of Remembrance from the Hadith of the Messenger

Abdul Hamid bin Badis d. 1359 AH
14

Gatherings of Remembrance from the Hadith of the Messenger

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

Penerbit

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

Genre-genre

نهبة للناهب، وغنيمة للغاصب ومطية ذلولا للراكب. إن كان هذا ما يريدون فلا ولا قرة عين، وإنما نقول للمسلم إذا فصلنا: "كن رجلًا عزيزًا قويًا عالِمًا هاديًا محسنًا كسوبًا معطيًا من نفسك، آخذًا لها، عارفًا للحياة، سَبَّاقًا في ميادينها، صادقًا صابرًا، هيِّنا إذا أريد منك الخيرُ، صلبًا إذا أردت على الشره ونقول له، إذاَ أجْملْنا: كن مسلمًا كمَا يريدُ منكَ القرآنُ، وَكَفَى" (٦). ولكن، أي إسلام هذا الذي يُحيى الأمم بعد موتها، عند ابن باديس؟ إنه الإسلام بمفهومه الصحيح، عقيدةً، وعبادةً، ومنهاجًا كاملًا شاملًا للحياة، يغنى عن كل المناهج، ولا يغني عنه أي منهج! " إن الاسلامَ عقدٌ اجتماعى عامٌّ، فيه جميعُ ما يحتاجُ إليه الإنسانُ، في جميع نواحِي الحياة، لسعادتِه، ورقيِّه، وقد دلَّت تجارب الحياة كثيرًا من علماء الأمم المتمدنة، على أن لا نَجاةَ للعالَم مما هو فيه، إلا بإِصلاحٍ عامٍ، على مباديء الإسلام، فالمسلمُ الفقيهُ في الإسلام، غنيٌّ به عن كل مذهبٍ من مذاهبِ الحياةِ" (٧). وهذا الفهم العميق، الشامل للإسلام، جمله يصيح في الناس أن هناك فرقا جوهريا بين إسلامين: إسلام وراثى وإسلام ذاتى: " ... فالإسلام الوراثي حفظَ على الأمم الضعيفة المتمسكةِ به، وخصوصا العريية منها، شخصيتَهَا ولغَتَها، وشيئًا

(٦) آثار الشيخ البشير الإبراهيمي- الجزء الأول. الطبعة الأول- ص٢١٦ الشركة الوطنية للنشر والتوزيع- الجزائر. (٧) الشهاب: ج٣، م١٢.

1 / 15