129

Gatherings of Remembrance from the Hadith of the Messenger

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

Penerbit

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

Genre-genre

في البحر، وفيه سؤال الشهادة، وفيه سنة طلب الدعاء ممن ترجى إجابته، وفيه الدعاء ممن طلب منه، وفيه غزو النساء مع الرجال. الفوائد: منها أن رؤيا الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- وحي محفوظ، وقد كان الصحابة يعلمون هذا علما عاما، ولذلك سألت أم حرام أولا وثانيا سؤال المتيقن بوقوع الغزو على الوجه الذي ذكر- ﵌ ثم قد تكون رؤياهم بالمثال كما رأى النبي- ﵌ بقرا تنحر، فأولها بمن قتل من أصحابه في غزوة أُحُد، وقد تكون بالصريح الذي لا يحتاج إلى التأويل كما هنا. ومنها تحقيق استجابة دعائه إذا دعا، ولهذا قال لها في الثانية- جازما- أنت من الأولين. وهذا فيما لم يعلم بالمنع منه كما في حديث وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض. يعني أمته فمنعنيها. ومنها أن من معجزاته- ﵌ إخباره بأمور غيبية لم يكن شيء مما يدل عليها أو يقتضي وقوعها يوم أخبر فوقعت كما أخبر، فركب أصحابه البحر وغزوا الروم ومدينة قيصر من بعده، بينما كانوا يوم أخبر بهذا من أبعد الأمم عن ركوب البحر والبراعة فيه، وكانت أم حرام مع الطائفة الأولى كما أخبرها، وكانت منهم على أبلغ وجه حيث فازت بالثمرة المقصودة من الغزو وهي الشهادة وإن كان موتها في غير مباشرة القتال، لقوله ﵌: ومن قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد. رواه مسلم. ولقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾.

1 / 133