179

Garden of the Devout

روضة العابدين

Penerbit

مكتبة الجيل الجديد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Lokasi Penerbit

صنعاء - اليمن

Genre-genre

القلوب، ثبت قلبي على دينك) (^١). و" العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض، وشفائه من داء الشهوات والشبهات، ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته" (^٢). ثمرات صلاح القلب: إذا صلح القلب وبدا بالحياة أثمر ذلك لصاحبه ثمرات نافعة في الدنيا والآخرة، فمن ذلك: أولًا: صلاح الجسد كله، قال رسول الله ﷺ: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) (^٣). فـ" حركات القلب والجوارح إذا كانت كلُّها لله فقد كَمُلَ إيمانُ العبد بذلك ظاهرًا وباطنًا، ويلزمُ من صلاح حركات القلب صلاحُ حركات الجوارح، فإذا كان القلب صالحًا ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة ما يريده لم تنبعثِ الجوارحُ إلا فيما يُريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه، وكَفَّتْ عما يكرهه، وعما يخشى أنْ يكونَ مما يكرهه وإنْ لم يتيقن ذلك" (^٤). قال ابن رجب: "فإنْ كان قلبُه سليمًا، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يُحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركاتُ الجوارح كلّها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرَّمات كلها، وتوقي الشبهات؛ حذرًا مِنَ الوقوعِ في المحرَّمات، وإنْ كان القلبُ فاسدًا قدِ استولى عليه اتِّباعُ هواه، وطلب ما يحبُّه، ولو كرهه الله، فسدت حركاتُ

(^١) رواه الترمذي (٥/ ٥٣٨)، وهو صحيح. (^٢) شرح الحكم العطائية (ص: ٣٩). (^٣) رواه البخاري (١/ ٢٨)، ومسلم (٣/ ١٢١٩). (^٤) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٨/ ٢٨).

1 / 183