ومن الفتوة الهجرة إلى الله بالسر والقلب، وأصله قول الله ﷿ ﴿فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي﴾ . سمعت أبا الطيب الشيرازي يقول: سمعت أبا بكر الطمستاني يقول: من صحب منا الكتاب والسنة، وعرف عن نفسه، وعن الحق والدنيا، وهاجر إلى الله بسره وقلبه، فليلزم الصدق في هجرته، فقد بلغ المبلغ في الفتوة، إلا أن ينقضه بالرجوع إلى شيء مما هاجر منه. قال: قال رسول الله ﷺ: «فهجرته إلى ما هاجر إليه» .
ومن الفتوة الصحبة مع الله، أو مع رسوله، أو مع أوليائه. وقال أبو عثمان الحيري: من صحت صحبته مع الله، لزم قراءة كتابه بالتدبر، وآثر كلام الله على كل كلام، واتبع آدابه وأوامره، وما خوطب به. ومن صحت صحبته مع رسول الله ﷺ، اتبع أخلاقه وسننه وآدابه وشمائله، وجعل السنن أمامه فيما يأتي ويذر. ومن صحت صحبته مع أولياء الله، اتبع سيرتهم وطريقتهم، وتأدب بآدابهم، ولزم سننهم. ومن سقط عن هذه الدرجة فهو من الهالكين.
1 / 21