Futuhat Makkiyya

Ibn Arabi d. 638 AH
160

Futuhat Makkiyya

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

Penerbit

دار إحياء التراث العربي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418هـ- 1998م

Lokasi Penerbit

لبنان

القصيدة بكمالها وهي مذكورة في أول الباب الثلاثين وثلاثمائة من هذا الكتاب وترتيب هذا الباب هو ما ذكرناه من مراتب خرق العوائد وأما ما فيه من الغرائب فإلحاق البشر بالروحانيين في التمثل وإلحاق الروحانيين بالبشر في الصورة وظهور صورة عنهم شبيه الصورة التي يتمثلون بها قال تعالى فتمثل لها بشرا سويا يسمى روحا مثل ما هو جبريل روح فيحيى الموتى كما يحيى جبريل قال ابن عباس ما وطىء جبريل عليه السلام قط موضعا من الأرض إلا حيي ذلك الموضع ولهذا أخذ السامري قبضة من أثره حين عرفه لما جاء لموسى وقد علم أن وطأته يحيا بها ما وطئه من الأشياء فقبض قبضة من أثر الرسول فرمى بها في العجل الذي صنعه فيحي ذلك العجل وكان ذلك إلقاء من الشيطان في نفس السامري لأن الشيطان يعلم منزلة الرواح فوجد السامري في نفسه هذه القوة وما علم بأنها من إلقاء إبليس فقال وكذلك سولت لي نفسي وفعل ذلك إبليس من حرصه على غضلاله بما يعتقده من الشريك لله تعالى فخرج عيسى على صورة جبريل في المعنى والاسم والصورة الممثلة فالتحق البشر بالروحاني والتحق الروحاني بصورة البشر في نازلة واحدة وكفي هذا القدر من هذا الباب فإنه باب واسع لمريم وآسية ولحقائق الرسل عليه السلام فيه مجال رحب فإنه منزل الكمال من حصله ساد على أبناء جنسه ووظهر حاكما على صاحب الجلال والجمال وهو من مقامات أبي يزيد البسطامي والأفراد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى الجزء الحادي والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

الباب الحادي والأربعون في معرفة أهل الليل واختلاف طبقاتهم وتباينهم

في مراتبهم وأسرار أقطابهم

ألا أن أهل الليل أهل تنزل . . . وأهل معاريج وأهل تنقل

فمن صاعد نحو المقام بهمة . . . ومن نازل يبغي اللحوق باسفل

بحكم التداني والتدلى هما وعن . . . وجود الترقي والتلقي بمعزل

فان قلت فيهم أنهم خير عصبة . . . صدقت فقد حلوابا كرم منزل

وإن قلت فيهم أنهم شرفيته . . . صدقت فليسوا بالنبي ولا الولي

فهم لأهمو ليسوا بهم وبغيرهم . . . ولكنهم في معقل متزلزل

عزيز الحمى بين المشاهد والنهي . . . وبين جنوب في الهبوب وشمأل

فما منهموا إلا إمام مسود . . . إذا أصبحوا نالوا المنى بالتأمل

Halaman 303