Buku Futuh
كتاب الفتوح
ساعة قط-يعني عن نفسه. قال: ثم أتي به حتى أدخل على أبي بكر رضي الله عنه فأوقفه بين يديه، فقال له أبو بكر: يا عدو الله!أسلمت وأقرأت القرآن ثم رجعت عن دين الإسلام كافرا!لأضربن عنقك صبرا، فقال عيينة: يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) !إن الجميل أجمل، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرف بي منك لم يخف عليه شيء من أمري، ولقد خرج من الدنيا وإني لمقيم على النفاق[ (1) ]، غير أني تائب إلى الله عز وجل وإليك في يومي هذا فاعف عني عفا الله عنك!فعفا عنه أبو بكر رضي الله عنه وصفح عن بني عمه وأحسن إليهم وكساهم.
قال: ثم قدم قرة بن سلمة[ (2) ]بن هبيرة القشيري حتى أوقف بين يدي أبي بكر رضي الله عنه ويده مجموعة إلى عنقه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: اضربوا عنقه، فقال قرة: يا خليفة رسول الله!إني رجل مسلم يشهد لي بذلك عمرو بن العاص، وذلك أنه مر بي منصرفا من عمان[ (3) ]فقربته وأكرمته ودللته على الطريق، وهو عارف بإسلامي، قال: فدعا أبو بكر عمرو بن العاص، قال له: يا أبا عبد الله!ما الذي عندك من الشهادة لقرة بن هبيرة؟فإنه يزعم أنك تشهد له بالإسلام!فقال عمرو بن العاص: نعم يا خليفة رسول الله!عندي من الشهادة أني مررت به، وأنا منصرف من عمان فلما نزلت عليه سمعته يقول: والله!لئن لم يتجاف أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زكاة أموالنا فما له في أعناقنا طاعة، فقال قرة بن هبيرة: لم يكن القول على ما تقول يا عمرو!فقال عمرو: بلى والله يا خليفة رسول الله!لقد سمعته يقول هذا المقال[ (4) ]وعلمت أنه قد عزم على العصيان ومنع الزكاة، فهذا والله [ (1) ]كذا. وقد ورد فيه أنه أسلم قبل الفتح-وقيل بعده-وشهده وشهد حنينا والطائف، وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان من الأعراب الجفاة، فيه جفاء سكان البوادي. ولم نجد عند من ترجم ما يشير إلى ذلك والنبي حيا (أسد الغابة-الإصابة- الاستيعاب) فقط هناك إشارة في حديث قال عنه النبي (ص) : أحمق مطاع سيد قومه. ونعته ابن أخيه في مجلس عمر بن الخطاب أنه من الجاهلين.
[ (2) ]كذا ورد قرة بن سلمة بن هبيرة خطأ، وقد مر قريبا صوابا: قرة بن هبيرة. ترجم له في أسد الغابة والإصابة.
[ (3) ]وذلك بعد وفاة رسول الله (ص) . وكان رسول الله (ص) قد استعمله على عمان ومات (ص) وهو أميرها. (الطبري-الإصابة) .
[ (4) ]عبارة الطبري 3/259 فلما أراد الرحلة، خلا به قرة، فقال: يا هذا، إن العرب لا تطيب لكم نفسا بالإتاوة، فإن أنتم أعفيتموها من أخذ أموالها فستسمع لكم وتطيع، وإن أبيتم فلا أرى أن تجتمع عليكم.
Halaman 16