84

Fusus Al-Hikam

فصوص الحكم

Genre-genre

الشفقة على قومه، فلا يريد أن يبالغ في ظهور الحجة عليهم ، فإن في ذلك هلاكهم: فيبقي عليهم .وقد علم الرسول أيضا أن الأمر المعجز إذا ظهر للجماعة (51 -_ب) منهم من يؤمن عند ذلك ومنهم من يعرفه ويجحده ولا يظهرالتصديق به ظلماوعلوا وحسدا ومنهم من يلحق ذلك بالسحر والإيهام . فلما رأت الرسل ذلك وأنه لا يؤمن الا من (1) أنار الله قلبه بنور الإيمان : ومتى لم ينظر الشخص بذلك النور المسمى إيمانا فلا(2) ينفع في حقه الأمر المعجز . فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال و إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " . ولو كان للهمة أثر ولا بد،لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا(3) أقوى همة منه،وما أثرت، في إسلام أبي طالب عمه ، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها : ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال وليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " . وزاد في سورة القصص " وهوأعلم بالمهتدين " أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة . فأثبت(4) أن العلم تابع للمعلوم. فمن كان مؤمنا في ثبوت عينه وحال عدمه ظهر بتلك الصورة في حال وجوده. وقد علم الله ذلك منه أنه هكذا يكون ، فلذلك قال "وهو أعلم بالمهتدين". (1-52) فلما قال مثل هذا قال أيضا "ما يبدل القول لدي" لأن قولي على حد علمي في خلقي و وما أنا بظلام للعبيد" أي ما قدرت عليهم الكفر الذي يشقيهم ثم طلبتهم بما ليس في وسعهم أن يأتوا به . بلما عاملناهم إلا بحسب ما علمناهم ،وما علمناهم إلا بما أعطونا من نفوسهم مما هم عليه ، فإن كان ظلم فهم الظالمون . ولذلك(5قال "ولكن كانوا

Halaman 130