أَبُو هِلَال أيده الله وَالْبَيَان عِنْد الْمُتَكَلِّمين الدَّلِيل الَّذِي تتبين بِهِ الْأَحْكَام وَلِهَذَا قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو هَاشم رَحمهَا الله الْهِدَايَة هِيَ الدّلَالَة وَالْبَيَان فَجعلَا الدّلَالَة وَالْبَيَان وَاحِدًا وَقَالَ بَعضهم هُوَ الْعلم الْحَادِث الَّذِي يتَبَيَّن بِهِ الشَّيْء وَمِنْهُم من قَالَ الْبَيَان حصر القَوْل دون مَا عداهُ من الْأَدِلَّة وَقَالَ غَيره الْبَيَان هُوَ الْكَلَام والخط والشارة وَقيل الْبَيَان هُوَ الَّذِي أخرج الشَّيْء من حيّز الْإِشْكَال الى حد التجلي وَمن قَالَ هُوَ الدّلَالَة ذهب إِلَى أَنه يتَوَصَّل بِالدّلَالَةِ إِلَى معرفَة الْمَدْلُول عَلَيْهِ وَالْبَيَان هُوَ مَا يَصح أَن يتَبَيَّن بِهِ مَا هُوَ بَيَان اله وَكَذَلِكَ يُقَال إِن الله قد بَين الْأَحْكَام بِأَن دلّ عَلَيْهَا بنصية الدّلَالَة فِي الحكم الْمظهر ظنا وَكَذَلِكَ يُقَال للمدلول عَلَيْهِ قد بَان ويوصف الدَّال بِأَنَّهُ يبين وتوصف الامارات الموصلة إِلَى غَلَبَة الظَّن بِأَنَّهَا بيانت كَمَا يُقَال إوها دلَالَة تَشْبِيها لَهَا بِمَا يُوجب الْعلم من الْأَدِلَّة
وَمن قبيل الْكَلَام النَّجْوَى
الْفرق بَين النَّجْوَى والسر أَن النَّجْوَى أسم للْكَلَام الْخَفي الَّذِي تناجي بِهِ صَاحبك كَأَنَّك ترفعه عَن غَيره وَذَلِكَ أَن أصل الْكَلِمَة الرّفْعَة وَمِنْه النجوة من الأَرْض وَسمي تكليم الله تَعَالَى مُوسَى ﵇ مُنَاجَاة لِأَنَّهُ كَانَ كلَاما أخفاه عَن غَيره والسر إخفاء الشَّيْء فِي النَّفس وَلَو اختفى بستر أَو وَرَاء جِدَار لم يكن سرا وَيُقَال فِي هَذَا الْكَلَام سر تَشْبِيها بِمَا يخفي فِي النَّفس وَيُقَال سري عِنْد فلَان تُرِيدُ مَا يخفيه فِي نَفسه من ذكل وَلَا يُقَال نَجْوَايَ عِنْده وَتقول لصاحبك هَذَا سرا ألقيه إِلَيْك تُرِيدُ الْمَعْنى الَّذِي تخفيه فِي نَفسك والنجوى تتَنَاوَل جملَة مَا يَتَنَاجَى بِهِ من الْكَلَام والسر يتَنَاوَل معنى ذَلِك وَقد يكون السِّرّ فِي غير الْمعَانِي مجَازًا تَقول فعل سرا وَقد أسر الْأَمر والنجوى لَا تكون إِلَّا كلَاما
الْفرق بَين الْقِرَاءَة والتلاوة
أَن التِّلَاوَة لَا تكون إِلَّا لكلمتين فَصَاعِدا وَالْقِرَاءَة تكون للكلمة الْوَاحِدَة يُقَال قَرَأَ فلَان اسْمه وَلَا يُقَال
تَلا اسْمه وذكل أَن اصل التِّلَاوَة اتِّبَاع الشَّيْء الشَّيْء يُقَال تلاه إِذا تبعه فَتكون
1 / 63