قال أراميس ببرود: «ومن الطبيعي أنك مخطئ.» واستدار نحو أحد الحراس، وكان يعتقد أنه صديق السيدة دي بوا-تراسي، واستطرد يقول: «وفضلا عن هذا، يا مونتاران، وحيث إنك أنت أيضا صديق حميم للسيدة دي بوا-تراسي، فقد يكون المنديل قد وقع من جيبك أنت أيضا.»
صاح الفارس قائلا: «كلا، بشرفي!» «أنت تقسم بشرفك، وأنا أقسم بشرفي، إذن فمن الجلي أن أحدنا كاذب. والآن، يا مونتاران، دعنا نصنع أفضل من ذلك. ليأخذ كل واحد منا نصفه.» «نصف المنديل؟» «نعم.»
صاح الحارس الآخر، بقوله: «هذا عدل، إنه حكم سليمان! يقينا، أنت واسع الحكمة، يا أراميس.»
انفجر الرجال ضاحكين، ويبدو أنه بهذا قد انتهت مشكلة المنديل.
بعد لحظة أو اثنتين، تصافح الأربعة، وتفرقوا. ذهب الثلاثة في طريق، وأراميس في طريق آخر.
وقف دارتانيان جانبا أثناء الجزء الأخير من الحديث، فلما رأى أراميس ينصرف دون أي اهتمام به، تقدم إليه قائلا: «معذرة، يا سيدي، آمل ...»
قاطعه أراميس بحدة: «اسمح لي، يا سيدي، بأن أقول لك إنك لم تسلك مسلك رجل حسن التريبة!»
صاح دارتانيان: «ماذا، يا سيد؟ أتظن ...؟» «أظنك لست غبيا؛ فرغم كونك قادما من غسقونيا، فأنت تعرف جيدا، أن الناس لا يدوسون على المناديل، لغير ما سبب.»
قال دارتانيان، الذي سيطرت طبيعته الحادة المحبة للعراك على مشاعره: «لست عادلا، يا سيدي. أنا حقيقة من غسقونيا، وحيث إنك تعرفها، فليس ثمة ما يدعو لأن أذكرك بأن الغسقونيين ليسوا جد صبورين؛ فإن طلبوا المعذرة عن ذنب اقترفوه، فإنهم يكونون قد فعلوا أكثر مما يجب فعله.»
قال أراميس: «أنا لا أسعى إلى العراك، يا سيدي، ولست محبا للضوضاء. أنا فارس فحسب، ولا أقاتل إلا إذا اضطررت إلى القتال. والأمر في هذه المرة خطير؛ إذ يتعرض فيها شرف سيدة من الطبقة الراقية، للخطر.»
Halaman tidak diketahui